İnsanlığın Özü: Bitmeyen Bir Arayış ve Durmaksızın Bir Hareket
جوهر الإنسانية: سعي لا ينتهي وحراك لا يتوقف
Türler
لم تظهر الحياة الآخرة في ديانة السومريين: ... صنع الإنسان من طين وخلق لهدف واحد فقط؛ خدمة الآلهة عن طريق تزويدهم بالطعام والشراب والمأوى، حتى يتفرغوا بالكامل لأنشطتهم الإلهية. وحياة الإنسان يكتنفها الشك ويطاردها عدم الشعور بالأمان؛ نظرا لعدم معرفته مسبقا بالمصير المقدر له من هذه الآلهة التي يصعب التنبؤ بتصرفاتها. وعندما يموت تنتقل روحه الواهنة إلى العالم السفلي المظلم والكئيب حيث لا تكون الحياة إلا انعكاسا موحشا وبائسا لنظيرتها الأرضية ... تقبل السومريون وضعهم الاعتمادي تماما مثلما تقبلوا القرار الإلهي بأن الموت هو قدر الإنسان، وأن الخلود من نصيب الآلهة فقط.
6
لم ينطبق هذا على معتقدات المصريين؛ فكانت روح الإنسان تعيش بعد الموت، ومن أجل ضمان نتيجة جيدة، كان من الواجب إرسالها على أفضل نحو ممكن؛ فكانت الجثة تحفظ بالتحنيط، وكان يوضع معها طعام وأسلحة وملابس ومجوهرات؛ وفي حالة الملك، كان جثمانه يوضع داخل تابوت حجري داخل هرم بني له وحده. كان أقدم حاكم لعالم الأموات هو الإله أوزوريس، وكان على الإنسان أن يقف أمامه كي يبرر أوجه النقص في حياته الأرضية. وإن فشل في فعل هذا، كان يحكم عليه بأداء مهام بغيضة للأبد. ومع ذلك، لا يكون الأمل معدوما؛ فيمكن لتمثال صغير موجود في قبره أن يؤدي هذا العمل الشاق بدلا منه.
7
ومن المهم أن نتذكر أن الشعائر والآلهة التي كان يقدم لهم الولاء تغيروا بمرور الوقت، مع استيعاب مملكة في اتساع وصمود مصر لشعوب من أصول مختلفة. وعلينا ألا نتعجب؛ فقد كانت مجموعات مختلفة تعبد الآلهة نفسها بطرق مختلفة. فقد انقسمت الكنيسة المسيحية إلى ست طوائف مختلفة في أجزاء من أوروبا في فترة لا تزيد عن بضع مئات من السنوات بعد حركة الإصلاح الديني؛ فقد كانت توجد النسخة الكاثوليكية الرومانية الأصلية، والكنيسة اللوثرية في ألمانيا، والكنيسة المشيخية - عبر المذهب الكالفيني - في سويسرا، والكنيسة الإنجيلية - والكنيسة المنهاجية فيما بعد - في إنجلترا، والطائفة المعمدانية في هولندا.
بدأت عبادة الإله رع، إله الشمس، في هليوبوليس (القاهرة حاليا)، كما هو واضح من اسمها (البادئة «هليو» في الإنجليزية
helio ، تعني الشمس). ومع ذلك، لم يتكون كهنوت لرع إلا في عهد الأسرة الخامسة (تقريبا في 2500 قبل الميلاد)؛ وهذا جعل رع إلها في أهمية أوزوريس. كانت رحلاته في السماء تتم في زورقين ضخمين؛ الأول يصعد فيه في الفجر والآخر يعود فيه في الغسق، وقد صورا على جانب معبد بني تعظيما له. وبما أن شروق الشمس وغروبها هما أبرز سمة للحياة اليومية، لا عجب في أن عبادة الشمس لعبت دورا في الأديان في أمريكا الوسطى والجنوبية مثلما حدث في مصر. لم يخطر على ذهن المصريين أن أشعة الشمس كانت ضرورة لنمو محاصيلهم؛ نظرا لندرة الأيام التي لم تكن تظهر فيها. وبالمثل، كان نهر النيل محوريا في حياتهم - فلم تتوسع الدولة قط في الصحراء الموجودة شرق أو غرب النيل العظيم - لدرجة أنهم كانوا يعتبرون مخزونه من المياه أمرا مسلما به؛ ومن ثم لم يكن لديهم إله للمطر، ونحن لا نعرف إلا مشعوذا واحدا كان مرافقا الجيش الروماني يقال إنه استطاع التسبب في هطول الأمطار (عبر إله القمر تحوت).
8
وفي أوروبا في العصر الحالي، لا يعتبر أداء رجال الدين المسيحي لصلوات الاستسقاء في أوقات الجفاف أمرا نادر الحدوث. من ناحية أخرى، كانت الخصوبة تلتمس من عدد من الآلهة الحيوانية؛ كانت تتمثل في الغالب في الثور (أبيس الذي كان إله القوة أيضا)، والبقرة والكبش. وكان للكهنوت المصري، الذي كانت المرأة جزءا منه، تأثير كبير؛ فلم يكونوا مسئولين فقط عن ممارسة طقوس العبادة والحفاظ على القيم الأخلاقية، وإنما عن تعليم الناس أيضا؛ وسيستمر دور الكاهن كمدرس في التقاليد المسيحية والإسلامية وحتى العصور الحديثة. وعندما اعتلى رمسيس الثالث العرش في نحو 1200 قبل الميلاد، في خلال عهد الأسرة العشرين، كانت السيادة على الأراضي فعليا في يد الكهنة؛ فقد كانت لديهم الثروة والأرض (ولم يدفعوا ضرائب). كان هذا تغييرا عما كان يحدث في العصور السابقة؛ فعندها كان الفرعون هو الحاكم الأعلى وكان هو، وليس الكهنوت، الذي يتواصل مباشرة مع الآلهة. •••
بالنسبة لسكان وادي نهر السند، لم تكن الرحلة الآمنة إلى العالم الآخر هي محور دينهم. فما كان هم وخلفاؤهم الهندوس يسعون إليه هو إيجاد بعد روحي لحياتهم اليومية؛ أن يرتبطوا بروح العالم («الأتمان»، وهي كلمة سنسكريتية تعني «الروح»)، التي كانت هي نفسها جزءا من القوة المطلقة العالمية («البراهمان» أو القوة المقدسة المطلقة). ورغم أن البشر كانوا يقسمون وفق طبقاتهم الاجتماعية، فقد كانت طموحاتهم واحدة؛ السمو فوق الأبعاد المادية للعالم الذي يعيشون فيه. وتتمثل المبادئ الأساسية للديانة الهندوسية في «الدارما» (الحقيقة) و«الكارما» (بنية المجتمع)، وهما يشكلان معا قاعدة للسلوك. فتعتبر الكارما مفهوما محوريا في النظام الطبقي. فينطوي مفهومها على استمرار مبدأ السبب والنتيجة في روح الإنسان، ويسمح لشخص ولد في طبقة متدنية، أو حتى خارجها تماما («المنبوذون» أو «الداليت»)، بتحسين وضعه في الحياة التالية. ومن خلال الكارما يتحدد مصير روح الفرد في رحلتها إلى التناسخ في شكل شخص آخر (وتخضع الحيوانات لعملية مماثلة).
Bilinmeyen sayfa