İnsanlığın Özü: Bitmeyen Bir Arayış ve Durmaksızın Bir Hareket

Zeynep Kâtif d. 1450 AH
121

İnsanlığın Özü: Bitmeyen Bir Arayış ve Durmaksızın Bir Hareket

جوهر الإنسانية: سعي لا ينتهي وحراك لا يتوقف

Türler

3

ففي عام 1909 اخترع فريتز هابر، أستاذ الكيمياء الفيزيائية والكيمياء الكهربائية في معهد كارلسروه للتكنولوجيا، مع زميله كارل بوش، أول قطرات صناعية من الأمونيا السائلة. فكان إظهار أن النيتروجين (وهو غاز خامل نسبيا يشكل 80٪ من مناخ الأرض) يمكن خلطه بالهيدروجين في وجود شرارة كهربائية من أجل إنتاج الأمونيا، إنجازا يعبر عن المهارة. وكان من الممكن لأي بقايا للأكسجين ما زالت مختلطة بالنيتروجين أن تحدث آثارا كارثية؛ فكان من الممكن أن ينفجر الجهاز بأكمله. وفعل هابر وبوش أكثر من ذلك؛ فنظرا لعلمهما بأنه من الأمونيا يمكن إنتاج أسمدة مثل فوسفات الأمونيوم بسهولة، وأن تخصيب التربة على هذا النحو قد يحدث ثورة في الزراعة، وسعوا نطاق العملية بما يكفي للإشارة إلى إمكانية إنتاجها تجاريا. قدم كارل بوش عرضا لشركة باسف التي قدرت أهمية هذه الإمكانية واستثمرت في العملية.

تنتج الأمونيا حاليا عالميا بمعدل 150 مليون طن في السنة؛ يستخدم 80٪ منها في الأسمدة التي تحتوي على أملاح الأمونيوم واليوريا (المشتقة من الأمونيا وتمتصها النباتات بسهولة). أحدث استخدام هذه الأسمدة ثورة في الزراعة؛ فقبل اختراع عملية هابر وبوش، كان النيتروجين الذي تحتاج إليه النباتات يشتق من ثلاثة مصادر؛ من تثبيت النيتروجين الموجود في الغلاف الجوي باستخدام الريزوبيا،

4

ومن إعادة تدوير مخلفات المحاصيل، ومن اليوريا الموجودة في السماد الحيواني. وحاليا توفر هذه المصادر نصف الاحتياج العالمي فقط، ليس في الغرب فحسب بل في جميع أنحاء العالم. وفي دول مثل الصين وإندونيسيا، تمثل الأسمدة الصناعية فعليا المصدر الوحيد للنيتروجين في حقولهما.

ومع بزوغ فجر القرن العشرين، انتقل الاستكشاف التكنولوجي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وثمة ابتكار يبرز من بين كل الابتكارات الأخرى وهو إنتاج اللدائن. تتكون هذه البوليمرات

5

من الكربون والهيدروجين والأكسجين، ويحتوي بعضها على النيتروجين أيضا. وندين ل «ليو هندريك بكيلاند» البلجيكي الذي هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1889، بفضل إنتاج البلاستيك الذي سمي منذ هذا الوقت على اسمه: باكيليت. كان بكيلاند بحق رائد أعمال مبدعا؛ فقبل اختراع اللدائن كان قد اخترع بالفعل نوعا من ورق التصوير الفوتوغرافي باعه لشركة إيستمان، المبتكرة لكاميرا كوداك. ومن خلال تكييف التفاعلات الاصطناعية المؤدية إلى صنع لدائن صلبة، اخترع باحثون في مشروعات تجارية مثل دو بونت أليافا صناعية، أصبحت جزءا من كل أنواع الملابس بداية من الجوارب القصيرة والطويلة حتى أوشحة الرأس والقبعات. ثمة اختراع بارز آخر اعتمد على احتراق الوقود السائل تمثل في السيارات، التي كان رائد صناعتها هنري فورد من خلال صنعه لسيارة من طراز «موديل تي» في عام 1909، والطائرات، التي أظهر أورفيل وويلبر رايت إمكانية استخدامها في عام 1903. وربما يكون الإنجليزي فرانك ويتل هو الذي اخترع المحرك النفاث في عام 1930، لكن الشركات الأمريكية مثل بوينج هي التي جعلت السفر عبر القارات حدثا يوميا عقب الحرب العالمية الثانية.

حاليا بدأت تظهر ثمار الكيمياء العضوية إلى حد كبير. فمرة أخرى نجد أن الكيمياء الفيزيائية، وهي الخط الفاصل بين الفيزياء والكيمياء، هي التي أسهمت فيما يعتبره الكثيرون أعظم اختراع في القرن العشرين؛ الإلكترونيات وشريحة السليكون. ويتمثل العلم الأساسي وراء هذه التقنية في إثبات أن الإلكترونات «تقفز» على طول قطع السليكون المعدلة كيميائيا،

6

Bilinmeyen sayfa