İnsanlığın Özü: Bitmeyen Bir Arayış ve Durmaksızın Bir Hareket

Zeynep Kâtif d. 1450 AH
119

İnsanlığın Özü: Bitmeyen Bir Arayış ve Durmaksızın Bir Hareket

جوهر الإنسانية: سعي لا ينتهي وحراك لا يتوقف

Türler

فشعر هيردال بأنه أثبت وجهة نظره. لكن مع الأسف تشير الأدلة الجزيئية

63

إلى أنه كان مخطئا في اقتراحه هذا تماما مثلما كان مخطئا في اقتراحه السابق الذي أشار فيه إلى حدوث هجرة نحو الغرب من ساحل أمريكا الجنوبية حتى بولينيزيا. فما أثبته هو أنه كان رجلا مبتكرا ومثابرا وجريئا إلى أقصى حد، ويتمتع برغبة قوية في السعي المستمر.

يذهب آخرون إلى أبعد من هيردال في تخميناتهم؛ فيشير شكل الأهرامات، وكذلك مواقعها الدقيقة بالنسبة لبعضها في كل من العالم القديم والجديد، إلى وجود أصل مشترك يشتمل على وجود صورة لتكوينات نجمية معينة؛ فيقال إن بناة هذه النصب التذكارية ينتمون إلى قبيلة «مفقودة» للأفراد المبتكرين. فنعود مرة أخرى إلى أطلنتس. وإجابتي عن هذا بسيطة للغاية؛ فإذا أردت بناء نصب تذكاري من الحجارة بأقصى ارتفاع ممكن من خلال وضع واحدة فوق الأخرى فماذا سيكون شكله في النهاية؟ شكل مخروط؛ فالهرم هو مجرد مخروط له جوانب مستقيمة. أعود لأكرر نقطة أشرت إليها من قبل؛ فلقد كان محور تركيز الهرم المصري القبر الملكي الذي يقع أسفله، أما النقطة المحورية في الهرم الأمريكي فكانت المنصة الموجودة أعلاه (انظر صورة 3)، التي كانت تبنى عليها التماثيل وتقام عليها الشعائر الدينية؛ فلم يكن الهدف الأساسي منها هو دفن الحكام داخل مقبرة. تمثل وجه الشبه بين الاثنين في الغرض من الشكل الهرمي؛ الارتفاع نحو الشمس، مانحة الضوء والحياة. أحيل القارئ أيضا إلى تعليقي السابق على العجلة؛ فإذا كان بعض المسافرين الأوائل عازمين على نقل معرفة العالم القديم إلى العالم الجديد، فلماذا لم يخبروهم عن الاستخدام الممكن للعجلة؟

64

ومن المتعارف عليه أن الزراعة نشأت على نحو مستقل، رغم أنها سارت على النهج نفسه، في العالم القديم والجديد؛ إذن لماذا لا يمكن أن ينطبق هذا على بناء المدن والقصور، وتشييد المعابد والأهرامات، وتطور اللغة والكتابة، ونشأة علم الفلك والرياضيات؟

على مدار هذه الفصول الثلاثة شهدنا تفاعلا بين صفات المهارة اليدوية والكلام وقدرة الخلايا العصبية. فمن أجل بناء المباني وصناعة الأدوات، ومن أجل الرسم والنحت واستخدام الآلات الموسيقية، يكون الإبهام القابل للانحناء وقبضة الدقة أمورا ضرورية. ومن أجل استخدام اللغة وصنع الأدب والغناء تكون الأحبال الصوتية ذات أهمية قصوى. ومن أجل علم الرياضيات والفلك، والقانون والحكم، تكون للصلات بين الخلايا العصبية في القشرة الدماغية أهمية بالغة. لكن كما أكدت في بداية هذا الفصل من الكتاب، إن ما يحدد الفرق بين البشر والشمبانزي، وما يؤدي إلى وجود قدرة أكبر على السعي الدائم، لا يتمثل في واحدة من هذه الصفات دون الأخرى، ولكن في مزيج من الثلاث كلها؛ فقد استطاع الإنسان من خلال التفاعل بين يديه وصوته وعقله صعود سلم الإنجازات.

هوامش

الفصل التاسع

التكنولوجيا: الحرب والرخاء

Bilinmeyen sayfa