374

Cevahir-i Hisan Tefsiri

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

Türler

وقوله سبحانه الا تنصروه فقد نصره الله هذا أيضا شرط وجواب ومعنى الآية أنكم إن تركتم نصره فالله متكفل به إذ قد نصره في موضع القلة والانفراد وكثرة العدو ولن يترك

نصره الآن وقوله إذ أخرجه الذين كفروا أسند الإخراج إليهم تذنيبا لهم ولما كان مقصد أبي سفيان بن الحارث الفخر في قوله من طردت كل مطرد لم يقره النبي صلى الله عليه وسلم على ما علم في كتب السيرة والإشارة إلى خروج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة وفي صحبته أبو بكر واختصار القصة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينتظر إذن الله سبحانه في الهجرة من مكة وكان أبو بكر حين ترك ذمة ابن الدغنة قد أراد الخروج فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أصبر لعل الله يسهل الصحبة فلما أذن الله لنبيه في الخروج تجهز من دار أبي بكر وخرجا فبقيا في الغار الذي في جبل ثور في غربي مكة ثلاث ليال وخرج المشركون في أثرهم حتى انتهوا إلى الغار فطمس الله عليهم الأثر وقال أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم لو نظر أحدهم إلى قدمه لرءانا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما ظنك باثنين الله ثالثهما هكذا في الحديث الصحيح ويروى أن العنكبوت نسجت على باب الغار ويروى أن الحمامة عششت عند باب الغار وكان يروج عليهما باللبن عامر بن فهيرة

وقوله ثاني أثنين معناه أحد اثنين

وقوله إن الله معنا يريد بالنصر والنجاة واللطف

وقوله سبحانه وكلمة الله هي العليا قيل يريد لا إله إلا الله وقيل الشرع بأسره

وقوله سبحانه انفروا خفافا وثقالا معنى الخفة والثقل هاهنا مستعار لمن يمكنه السفر بسهوله ومن يمكنه بصعوبة وأما من لا يمكنه كالعمي ونحهم فخارج عن هذا وقال أبو طلحة ما اسمع الله عذر أحدا وخرج إلى الشام فجاهد حتى مات وقال أبو أيوب ما اجدني أبدا إلا خفيفا أو ثقيلا

وقوله سبحانه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون تنبيه وهز للنفوس

Sayfa 131