وأحمد عودي بعد بدء مثنيا ... على فضلها فيما أسر وما أبدي ... ومن محاسنها، بل من محاسن الدهر: تعلق أمورها، وأحكامها بصاحب القبلة المرضية، حامي بلد الله الأمين، وبلد جده سيد المرسلين السيد الشريف، السند المنيف، ناصر الشريعة القويمة، سالك المسالك المستقيمة، نور حديقة الفتوة، والبسالة، المختص من الله تعالى بجزيل العواطف وجميل المنن، مولانا السيد زين بن محسن بن حسين بن حسن زاد الله تعالى في شأنه عزا، ومكانه، وجعله فوق أعدائه مكانا، لا برحت ألوية مجده برياح السعادة خافقة، وألسنة الأقلام على مدى الأيام بمدائحه ناطقة، فلقد طابت بشمائله الشائقة، ونوافله الفائقة طيبة الطيبة، وما حولها من البقاع، وشفى بالأمن مرهوبها من الرعايا وسائر الأتباع، وأصبح أهلها بحمد الله تعالى يرفلون وجوده في حلل الوفاء، وحلل الصفاء، وينتقلون من مكارمه بعد التتميم والتكميل إلى الاكتفاء.
من ص 116-123
محبة آل بيت النبوة: لوائح وفواتح:
... ولما كانت محبة آل البيت النبوي من أسنى المطالب، لا سيما وقد قال الله تعالى في كتابه المحكم: ( قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة فى القربى).
وإذا الأنام توسلت بوسيلة ... فوسيلتي حبي لآل محمد
... حتى قال أهل التحقيق: إن خواص العلماء يجدون في قلوبهم مزية تامة لمحبته - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - ثم محبة ذريته لعلمهم باصطفاء نطفهم الكريمة، وتطهيرهم بمحض فضل الله تعالى من الأوصاف الذميمة، وينظرون إليهم اليوم نظرهم إلى آبائهم بالأمس لو رأوهم، ويغضون عن انتقادهم، ويزيدون في ودادهم، ويكلون أمرهم إلى بارئهم، كما قال: (فما كان منكم جميل فإنكم بعضهم ).
لأحمد هواكم وأرعى ودادكم ... وحق لآل المصطفى عندي الود
فما كان منكم من جميل فإنكم ... منابعه والفرع عن أصله يبدو
وما خالف المعروف في ظاهر فقد ... تولاه رب يرحم العبد إذ يعدو
... لاق وراق التنبيه على ذلك، فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
Sayfa 73