... المدينة من مدن بالمكان: أقام، أو: من دان؛ إذا أطاع، فالميم زائدة، وذلك لأن السلطان يسكن المدن، فتقام له طاعة فيها، أو لأن الله تعالى يطاع فيها، أو لأنه عليه الصلاة والسلام سكنها، فدانت له الأمم، وهي أبيات مجتمعة يجاوز حد القرى كثرة، وعمارة، ولم تبلغ حد الأمصار. وقيل: يقال لكل مصر مدينة، والمدينة علم على طابة، مهاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم وآله وسلم-، بحيث إذا أطلق هذا اللفظ لا يصرف إلا إليها، والنسبة إليها: مدني، وإلى غيرها من المدن: مديني، للفرق. كذا في الوفاء .
... والمدينة من الإقليم الثاني، وهو حيث يكون طول النهار الأطول ثلاث عشرة ساعة ونصف الساعة، ويرتفع القطب الشمالي فيه مقدار أربعة وعشرين جزءا وعشر الجزء، ومساحة هذا الإقليم: أربعمائة ميل، وفيه سبعة عشر جبلا، وسبعة عشر نهرا، وأربعمائة وخمسون مدينة. كذا في ((الخطط)) للمقريزي .
... دورة كرة الأرض أربعة وعشرون ألف ميل، وذلك عن ثمانية آلاف فرسخ، بحيث لو وضع جبل على نقطة الأرض، وأدير الميل على الكرة حتى انتهى الطرف الآخر إلى نقطة الابتداء، كانت مساحة الجبل العدد المذكور، وكل درجة من درجات الفلك يقابلها من سطح الأرض ستة وستون ميلا وثلثا الميل، كانت الجملة أربعة وعشرون ألف ميل، وهي ثمانية آلاف فرسخ. وأعظم جبل على وجه الأرض ارتفاعه فرسخان وثلث فرسخ، ونسبة ارتفاعه إلى كرة الأرض سبع عشرة شعيرة إلى كرة قطرها ذراع، وغاية ما يرتفع الطير في الهواء اثني عشر فرسخا، وتنقطع الكيفيات من وراء ثمانية عشر فرسخا ، ولا يخلو وجه الأرض المعمور من الشمس في وقت أبدا، فالوقت الواحد يكون شروقا عند قوم زوالا عند غيرهم، غروبا عند آخرين. وأصغر كوكب يرى من الثوابت كالسهى أكبر من زحل، وزحل مثل الأرض إحدى وتسعين مرة.
Sayfa 14