ترى فيه سمحا منفقا يا منافقا ... ولولا الرياء ما كنت بالفلس تسمح
وإلا فجرب أنفق المال في الخلا ... وخل الملا فالنفس تأبى وتجمح
يتلذذ أحدهم بفخر أيام، ولا يبالي بما في ذلك من المقت والآثام، واستحقاق العقاب والذل والهوان، ومقاساة الأهوال والشدائد العظام، وطول الحساب في يوم مقداره ألف عام، وبعد ذلك؛ ما هو المصيبة العظمى إن لم يغفر الجبار ما يستحق من الانتقام في النار، وما يفعل ذلك إلا كل مغرور أحمق مخذول غير موفق، مع أن كل إنسان يعرف عاقبة الدنيا وما يترتب عليها من الذل والهوان، والخوف والخسران.
نعوذ بالله من ذلك. لولا الخذلان كما قيل:
نم إنها الدنيا سمام لهالك ... وخوف لمطلوب وهم لطالب
وإنا لنهواها على الغدر والقلى ... ونمدحها مع علمنا بالمعايب
وكما قيل:
ميزت بين جمالها وفعالها ... فإذا الملاحة بالخيانة لا تفي
Sayfa 24