271

Güzel Cevherler: Kur'an Tefsiri

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

Türler

وقوله تعالى: { ومن أهل الكتب من إن تأمنه... } الآية: أخبر تعالى عن أهل الكتاب؛ أنهم قسمان في الأمانة، ومقصد الآية ذم الخونة منهم، والتفنيد لرأيهم وكذبهم على الله في استحلالهم أموال العرب. قال الفخر وفي الآية ثلاثة أقوال:

الأول: أن أهل الأمانة منهم الذين أسلموا، أما الذين بقوا على اليهودية، فهم مصرون على الخيانة؛ لأن مذهبهم أنه يحل لهم قتل كل من خالفهم في الدين، وأخذ ماله.

الثاني: أن أهل الأمانة منهم هم النصارى، وأهل الخيانة هم اليهود.

الثالث: قال ابن عباس: أودع رجل عبد الله بن سلام ألفا ومائتي أوقية من ذهب، فأدى إليه، وأودع آخر فنحاصا اليهودي دينارا، فخانه، فنزلت الآية. اه.

قال ابن العربي في «أحكامه»: قال الطبري: وفائدة هذه الآية النهي عن ائتمانهم على مال، وقال شيخنا أبو عبد الله المغربي: فائدتها ألا يؤتمنوا على دين؛ يدل عليه ما بعده في قوله: { وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتب } ، والصحيح عندي: أنها في المال نص، وفي الدين تنبيه، فأفادت المعنيين بهذين الوجهين. قال ابن العربي: فالأمانة عظيمة القدر في الدين، ومن عظيم قدرها أنها تقف على جنبتي الصراط لا يمكن من الجواز إلا من حفظها، ولهذا وجب عليك أن تؤديها إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك، فتقابل المعصية بالمعصية؛ وكذلك لا يجوز أن تغدر من غدرك. قال البخاري: باب إثم الغادر للبر والفاجر. اه.

والقنطار؛ في هذه الآية: مثال للمال الكثير، يدخل فيه أكثر من القنطار وأقل، وأما الدينار، فيحتمل أن يكون كذلك مثالا لما قل، ويحتمل أن يريد أن منهم طبقة لا تخون إلا في دينار فما زاد، ولم يعن لذكر الخائنين في أقل؛ إذ هم طغام حثالة، ودام: معناه: ثبث.

وقوله: { قائما }: يحتمل معنيين: قال قتادة، ومجاهد، والزجاج: معناه: قائما على اقتضاء حقك، يريدون بأنواع الاقتضاء من الحفز والمرافعة إلى الحاكم من غير مراعاة لهيئة هذا الدائم.

وقال السدي وغيره: معنى قائما: على رأسه.

وقوله: { ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل } الآية: الإشارة ب «ذلك» إلى كونهم لا يؤدون الأمانة، أي: يقولون نحن من أهل الكتاب، والعرب أميون أصحاب أوثان، فأموالهم لنا حلال، متى قدرنا على شيء منها، لا حجة علينا في ذلك، ولا سبيل لمعترض.

وقوله تعالى: { ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون } ذم لبني إسرائيل بأنهم يكذبون على الله سبحانه في غير ما شيء، وهم عالمون بمواضع الصدق.

Bilinmeyen sayfa