Musulluların Cevapları
جوابات أهل الموصل في العدد والرؤية
Araştırmacı
الشيخ مهدي نجف
Baskı Numarası
الثانية
Yayın Yılı
1414 AH
Türler
<tlb>جوابات أهل الموصل في العدد والرؤية</tlb> <tla>تأليف الإمام الشيخ المفيد محمد بن محمد النعمان ابن المعلم أبي عبد الله العكبري البغدادي (٣٣٦ - ٤١٣ ه) تحقيق الشيخ مهدي نجف</tla>
Sayfa 1
بسم الله الرحمن الرحيم إن طبيعة الأشهر القمرية وما وقع عليه أعراف الناس هو أن ثبوتها يتبع الهلال وخروجه من المحاق وظهوره على الآفاق، فإذا رؤي للعيان بدأ الشهر الجديد، سواء كان الشهر الذي سبقه ثلاثين يوما أو تسعة وعشرين يوما.
وهذا أمر سار في جميع الشهور، بلا خلاف، فيكون تاما أو ناقصا، إلا في شهر رمضان المبارك، حيث ذهب بعض المحدثين من القدماء إلى أنه لا ينقص من ثلاثين أبدا، مستندين إلى أدلة ثلاثة:
١ - بعض الأحاديث الواردة بذلك.
٢ - قوله تعالى: (ولتكملوا العدة) حملا له على إكمال عدة الشهر بثلاثين يوما.
٣ - قول الصادق عليه السلام: (خذوا بأبعد هما من قول العامة) حيث أن العامة يقولون بنقص رمضان.
والشيخ المفيد - كجمهور الفقهاء - يقول بأن حكم شهر رمضان حكم سائر الأشهر القمرية، يعرضه النقص أيضا، وإنما المدار فيه هو الرؤية لهلال
Sayfa 3
شوال.
وقد تصدى في هذه الرسالة، لقول ذلك البعض من المحدثين، واستدل للمشهور.
وطريقة استدلال الشيخ المفيد، وبحثه مع المخالفين، تعطينا فكرة عن المنهج الفقهي الذي كان ينتهجه القدماء من المجتهدين، ويكشف معالم الاجتهاد منذ القدم.
والغريب أنا نجد الشيخ المفيد في هذه الرسالة يعتمد أساليب استدلالية هي معتمدة في المناهج الفقهية المعاصرة كذلك.
فهو يستدل بالآية القرآنية، بعد أن يثبت حجية ما يظهر منها ويفهم من لفظها ثم يلجأ إلى الإطلاق العرفي، والمفهوم المتداول عند الناس ثم يستشهد بالمسلمات الفقهية التي تستلزم ثبوت الرأي المشهور ويتعرض لأدلة المخالفين:
وأهمها الأخبار المروية، فيردها سندا، ودلالة.
ثم يفسر قوله تعالى: (لتكملوا العدة) بأن المراد: إكمال صوم الشهر، بعدته، إن كان تاما فثلاثين، وإن كان ناقصا فتسعة وعشرين، وليست الآية بصدد تعيين مقدار العدة.
ويرد الاستناد إلى قول الصادق عليه السلام: (خذوا بما خالف العامة) بأن ذلك لا يكون ناظرا إلى الأحكام الشرعية، كما سيأتي.
وفي النهاية عرض الروايات الكثيرة الدالة على المشهور.
ومن المناسب أن مسألة (العدد والرؤية) احتلت مساحة كبيرة من جهود الشيخ المفيد فنجد في مؤلفاته عدة كتب في الموضوع وهي:
Sayfa 4
مصباح النور في علامات أوائل الشهور، وقد ذكره المفيد في بداية رسالتنا هذه، فراجع الفصل الأول. وبعد ذلك مكررا.
جواب أهل الرقة في الأهلة والعدد.
جوابات أهل الموصل في العدد والرؤية - وهو كتابنا هذا -. وقد تضمنت هذه الرسالة عدة بحوث قيمة:
١ - فسر باب (النوادر) الذي يعقد في كتب الحديث في آخر الكتب الفقهية، فقال: (النوادر: التي لا عمل عليها، فدل على أن الأحاديث التي تورد في (النوادر) لا حجية لها.
٢ - أفصح الشيخ عن أن عدم وجود حديث الراوي، في كتاب أصله الذي ألفه، يوجب ضعف الحديث.
٣ - وصف مجموعة من الرواة بأنهم (الأعلام الرؤساء، المأخوذ عنهم الحلال والحرام، والفتيا والأحكام، والذين لا مطعن عليهم، ولا طريق إلى ذم واحد منهم، وهم أصحاب الأصول المدونة، والمصنفات المشهورة).
ويمكن أن يعتبر ذكر الشيخ المفيد لهذه الأوصاف في حق هذه المجموعة مع خصوصية (عدم الطعن عليهم وعدم ورود الذم في واحد منهم (اكتفاءا في الاعتماد عليهم بذلك، وعدم احتياجهم إلى التصريح بالوثاقة، وبذلك ينفتح باب يمكن أن يعتمد عليه في المعالجات الرجالية، وتتأكد بعض المناهج المتبعة في ذلك.
٤ - فسر المراد من مخالفة العامة، بخصوص ما ورد في مسائل الإمامة لا في الأحكام الشرعية.
٥ - إن أحاديث الأحكام الواردة تقية لا يمكن أن ترد بطرق معروفة، وإنما
Sayfa 5
ترد على الشذوذ لا فيما ينقله جمهور الفقهاء ويعمل به أكثر العلماء.
وبعد، فإن هذا الكتاب يعتبر من عيون تراث الشيخ المفيد، وقد كان متداولا عند الأعلام، وتكرر ذكره في كثير من كتب الفقه والحديث والرجال.
ونحمد الله على توفيته، ونسأله الرضا منا بفضله وإحسانه وأن يتقبل منا بكرمه وجلاله، إنه ذو الجلال والإكرام.
وكتب السيد محمد رضا الحسيني الجلالي
Sayfa 6
الصفحة الأولى من النسخة (أ)
Sayfa 7
الصفحة الأخيرة من النسخة (أ)
Sayfa 8
الصفحة الأولى من النسخة (ب)
Sayfa 9
الصفحة الأخيرة من النسخة (ب)
Sayfa 10
الصفحة الأولى من النسخة (ج)
Sayfa 11
الصفحة الأخيرة من النسخة (ج)
Sayfa 12
بسم الله الرحمن الرحيم [رب يسر] (١) الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد خاتم النبيين، وعلى آله الطاهرين.
ذكرت أيدك الله أن كتاب أخ من إخواننا (٢) أهل الموصل ورد عليك، يكلفك سؤالي عن شهر رمضان، هل يكون تسعة وعشرين يوما كما يكون ثلاثين يوما؟ وهل إذا كان تسعة وعشرين يوما يكون شهرا كاملا؟
أم لا يطلق عليه الكمال؟
وعن قول من قال بالعدد من أصحابنا (٣) وأنكر أن يكون شهر
Sayfa 13
رمضان تسعة وعشرين يوما، وما الذي تعلقوا به في ذلك؟ وما الحجة عليهم في فساد ما ذهبوا إليه منه؟
وعن قوله تعالى: (ولتكملوا العدة) (١) وهل هو في قضاء ما فات من الشهر؟ أم هو راجع إلى الشهر نفسه؟.
وعما ورد عن أبي عبد الله عليه السلام من قوله: (إذا أتاكم عنا حديثان مختلفان فخذوا بأبعد هما من قول العامة) (٢).
وهل هذا القول حجة في العمل على العدد دون الأهلة إذا كان العمل به أبعد من قول العامة بالأهلة؟
Sayfa 14
فصل واعلم أيدك الله أن الكلام (١) في هذا الباب على استقصائه يطول، وقد عملت فيه كتابا سميته ب (مصباح النور) يكون في أرباع المنصوري (٢) بخط متوسط، في نحو الخمسين ومائة ورقة، فإن ظفرت به أغناك عما سواه في معناه إن شاء الله.
غير أني [أثبت لك نكتا منه] (٣) تعتمد عليها، مما تحتاج إليه، إلى أن يسهل الله تعالى ظفرك بالكتاب المذكور إن شاء الله.
القرآن نزل بلسان العرب ولغتهم، قال الله عز اسمه: (بلسان عربي مبين) (٤) وقال تعالى: (قرآنا عربيا غير ذي عوج) (٥) وقال تعالى:
(ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي) (٦).
فإذا ثبت أن القرآن نزل بلغة العرب، وخوطب المكلفون في معانيه على اللسان، وجب العمل بما تضمنه على مفهوم كلام العرب دون غيرهم.
والأشهر عند العرب إنما سميت بذلك، لاشتهارها بالهلال، قال
Sayfa 15
الله عز اسمه: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض) (١) وقال تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) (٢) فسمى الله تعالى الأشهر بما وضعت لها (٣) العرب بهذه التسمية (٤).
وقد بينا أنها وضعتها للشهر من حيث اشتهر بالهلال، وكان الهلال علامته ودليل، والهلال إنما سمي هلالا لارتفاع الأصوات عند رؤيته بالتكبير والإشارة إليه (٥) ومن ذلك سمي استهلال الصبي إذا بكى وصاح، فقيل: استهل الصبي، يعنون ظهر صوته بالبكاء ونحوه.
فإذا كان الشهر هو ما اشتهر بالهلال، ثبت أنه دليله دون ما سواه، وذلك إبطال قول أصحاب العدد في علامات الشهور، وأنها تخرج بالحساب، ودفعتهم (٦) بذلك الحاجة إلى الأهلة.
ويؤكد (٧) ما ذكرناه، قول الله تعالى: (يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج) (٨) يريد به أنها علامات الشهور وأوقات الديون، وأيام الحج وشهوره.
وهذا بالضد مما ذكره أصحاب العدد في علامات الشهور، وخالفوا
Sayfa 16
نص القرآن ولغة العرب، وفارقوا بمذهبهم فيه كافة علماء الإسلام، وباينوا أصحاب علم النجوم، فلم يصيروا إلى قول المسلمين في ذلك، ولا إلى قول المنجمين الذين اعتمدوا الرصد والحساب، وادعوا علم الهيأة، فصاروا (١) مذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، وأحدثوا مذهبا غير معقول، ولا له أصل يستقر على الحجاج، وعملوا جدولا باطلا أضافوه إلى الصادق عليه السلام، لم أجد أحدا من علماء الشيعة وفقهائها وأصحاب الحديث منها على اختلاف مذاهبهم في العدد والرؤية (٢) إلا وهو طاعن فيه، ومكذب لراويه.
فصل وشهر رمضان من جملة الشهور التي قال الله تعالى: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا) (٣) والشهر (٤) قد يكون تسعة وعشرين يومأ، وهو في الحقيقة شهر كما يكون ثلاثين يوما، وليس يخرجه نقصانه من استحقاقه التسمية (٥) بأنه شهر.
وكيف لا يكون شهرا وهو تسعة وعشرون يوما، والقرآن ناطق بأن الشهور عند الله اثنا عشر شهرا، وأصحاب العدد معترفون بأن منها ستة، كل واحد منها تسعة وعشرون يوما، فقد أثبتوا الشهر شهرا على الحقيقة
Sayfa 17
وإن كان تسعة وعشرين يومأ.
[وأما القول] (١) بأنه يكون كاملا أو ناقصا، [فإنه إذا كان تسعة وعشرين يوما كان ناقصا] (٢) بالإضافة إلى الشهر الذي هو ثلاثون يوما، وكان (٣) الشهر الذي هو ثلاثون يوما كاملا بالإضافة إلى الشهر الذي هو تسعة وعشرون يوما، وهما شهران تامان في عددهما.
والذي يدل على [فساد] ذلك، [أنه لم] (٥) وجب على الإنسان [في كفارة ظهار] (٦) أو إفطار يوم من شهر رمضان، أو قتل خطأ، صيام (٧) شهرين متتابعين، فابتدأ الصوم على رؤية (٨) الهلال، فصام شهرا كاملا وشهرا يليه ناقصا، أو شهرا [ناقصا وشهرا] (٩) يليه كاملا، لكان قد صام شهرين متتابعين، ولم يلزمه أن يصوم ستين يوما.
ولو اتفق له أن يكون الشهران ثمانية وخمسين يوما لأجزأه في
Sayfa 18
الكفارة، ولكان (١) قد صام شهرين متتابعين، وأدى ما وجب عليه، فثبت أن الشهر قد يكون شهرا وإن كان تسعة وعشرين يوما.
فصل وأما ما تعلق به أصحاب العدد في أن شهر رمضان لا يكون أقل من ثلاثين يومأ، فهي أحاديث شاذة قد طعن نقاد (٣) الآثار من الشيعة في سندها، وهي مثبتة (٤) في كتب الصيام، في أبواب النوادر، والنوادر هي التي لا عمل عليها.
وأنا أذكر جملة ما جاءت به الأحاديث الشاذة، وأبين عن خللها، وفساد التعلق بها في خلاف الكافة إن شاء الله.
فمن ذلك حديث رواه محمد بن الحسين بن أبي الخطاب (٥) عن
Sayfa 19
محمد بن سنان (١)، عن حذيفة بن منصور (٢)، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (شهر رمضان ثلاثون يومأ لا ينقص أبدأ) (٣).
وهذا الحديث شاذ، نادر، غير معتمد عليه، طريقه محمد بن سنان، وهو مطعون فيه، لا تختلف العصابة في تهمته وضعفه، وما كان هذا سبيله لم يعمل عليه في الدين.
ومن ذلك حديث رواه محمد بن يحيى العطار (٤)، عن سهل بن زياد
Sayfa 20
الآدمي (١) عن محمد بن إسماعيل (٢)، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (إن الله عز وجل خلق الدنيا في ستة أيام ثم اختز لها (٣) من أيام السنة، فالسنة (٤) ثلاثمائة وأربعة وخمسون يوما، شعبان لا يتم، وشهر رمضان لا ينقص أبدا، ولا تكون فريضة ناقصة، إن الله تعالى يقول: (ولتكملوا العدة) (٥)) (٦).
Sayfa 21