فانظر إلى هذا الاختلاف فيه، فقد روى له البخاري ومسلم
والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه.
فكيف هذا من هؤلاء الأئمة القدوة؟ مع أن الذي رسموه في
الحديث - الصحيح (ا) - هو: نقل العدل الضابط، عن العدل الضابط
إلى رسول الله في. كذا قال ابن الصلاح رحمه اللة تعالى في كتابه:
"علوم الحديث، وغيره (٢) .
وإن كان هذا القيد لا يمشي عند من عرف شرط "الصحيحين أ (٣) .
ولعلكم اجركم الله، تذكرون شرط "الصحيحين "، لتتئم الفائدة
_________
انتهى. وأبونعيم متاخر الطبقة، ولم يذكر، (شجاع بن الوليد) في "الحلية" له
ولا في االضعفاء" أيضا، فذكر أبي نعيم هنا: خطا صرف!
(١) لفظ (الصحيح) زيادة مني على الأصل، لاستقامة الكلام.
(٢) الذي رسمه ابن الصلاح -وغيره - في تعريف الحديث الصحيح هو:
"الحديث المسند الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط، عن العدل الضابط إلى
منتهاه، ولا يكون شاذا ولا معللا".
(٣) يقصد السائل - والله أعلم - أن هذا الراوي (شجاع بن الوليد
السكوني) مثلا، قال فيه أبوحاتم: لا يحتج بحديثه، وقال أحمد: أرجو أن يكون
صدوقا، وقال ابن معين: كذاب، وقال أيضا: هوثقة، وقال أحمد العجلي: لا باس
ومع هذا أخرج حديثه هؤلاء الأئمة القدوة أصحاب الكتب الستة: البخاري
ومسلم وأبوداود والترمذي والنسائي وابن ماجه.
فكيف الجمع والتوفيق بين روايتهم عنه وقد وصف بما تقدم، وشرطهم في
الحديث الصحيح أن يكون راويه عدلا عن عدل. . .؟ فمقتضى هذا أن في رواة
الشيخين في االصحيحين " من ليس عدلا، وهومشكل؟
1 / 44