"قلت: وهذه الإشارة -أي التي في الحديث - إنما هي بالنظر إلى العزل
المعروف يومئذ، وأما في هذا العصر، فقد وجدت وسائل يستطيع الرجل بها أن
يمنع الماء عن زوجته منعا باتا، مثل كيس الكاوتشوك الذي يوضع على العضو
عند الجماع، ونحوه، فلا يرد عليه حينئذ هذا الحديث وما في معناه ". انتهى كلام
الألباني بحروفه وألفاظه.
وهذا الذي قاله من منع (الكيس) الماء عن زوجته منعا باتا، يعارض
صريح قول النبي الكريم ﷺ الذي نقله هو-: "ليست نفس مخلوقة إلا الله
خالقها"، وصريح قوله ﷺ: (ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة
الا هي كائنة"، نعم يعارض قوله هذين الحديثين الصحيحين كل المعارضة! ! .
كما يعارض الروايات الأخرى الصحيحة من حديث أبي سعيد الخدري
﵁ عند مسلم أيضا: ١٠: ١٠ بشرح الإمام النووي: ". . . فقال ﷺ:
لا عليكم أن لاتفعلوا، ماكتب الله خلق نسمة هي كائنة إلى يوم القيامة
إلا ستكون "، وفي رواية ثانية عند مسلم ١٠: ١١ الا عليكم أن لا تفعلوا، فإنما
هو القدر" (١) .
وفي رواية عند البخاري ١٣: ٣٩١ بشرح "فتح الباري " في كتاب التوحيد،
ني (باب قوله تعالى: هو الله الم خالق البارىء المصور): ". . . فقال: ما عليكم أن
لا تفعلوا، فإن الله كتب من هوخالق إلى يوم القيامة، وليست نفس مخلوقة إلا الله
خالقها.
وعند الإمام أحمد في االمسند" ٣: ٢٦، "عن أبي سعيد الخدري، عن
النبي ﷺ في العزل: اصنعوا ما بدا لكم، فإن قدر الله شيئا
كان ".
_________
(ا) قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم " ١٠: ١٠، شارحا قولة صلى الله عليه
وسلم: (لا عليكم أن لا تفعلوا، ما كتب اللة خلق نسمة هي كائنة الى يوم القيامة الا ستكون):
"معناة ما عليكم ضرر في ترك العزل، لان كل نفس قدر الله تعالى خلقها، لا بد أن يخلقها، سواء
عزلتم أم لا، وما لم يقدر خلقها لا يقع، سواء عزلتم أم لا، فلا فائدة من عزلكم، فإنه إن كان الله
تعالى قدرخلقها سبقكم الماء، فلا ينفع حرصكم في منع الخلق،.
1 / 18