قال بيدجون: «جيد جدا يا سيدي.»
لذلك، حمل جرانت ودرايزدال، فيما بينهما، الجسد الواهن إلى الطابق العلوي، وقدما الإسعافات الأولية في غرفة النوم الكبيرة المضاءة بنيران المدفأة؛ وبعد ذلك، وضعه بيدجون وجرانت على الفراش، بينما كتب درايزدال رسالة قصيرة إلى السيدة دينمونت يوضح فيها أن ضيفها قد تعرض لحادث بسيط وأنه سيبقى هنا طوال الليل. كان يعاني من ارتجاج طفيف، لكن ليس هناك ما يدعو للقلق.
عندما سمع جرانت طرقا على الباب، كان قد غير للتو ملابسه وارتدى بعض الملابس الخاصة بمضيفه، وكان ينتظر بجانب الفراش حتى الإعلان عن موعد العشاء، وعندما سمح لها، دخلت الآنسة دينمونت الغرفة. كان رأسها مكشوفا وتحمل صرة صغيرة تحت ذراعها، لكنها بدت رابطة الجأش تماما.
قالت: «لقد أحضرت بعض الأشياء الخاصة به»، وذهبت إلى الفراش وفحصت لامونت بهدوء. لكسر حاجز الصمت، قال جرانت إنهم أرسلوا في طلب الطبيب، لكنه كان حسب رأيه - رأي جرانت - ارتجاجا بسيطا. كان لديه جرح في مؤخرة الرأس.
سألت: «كيف حدث هذا؟» لكن جرانت كان يواجه هذه الصعوبة طوال الوقت الذي كان يغير فيه ملابسه المبتلة. «التقينا بالسيد درايزدال، وعرض علينا التنزه معه. انزلقت قدم السيد لو على حافة رصيف الميناء، واصطدمت به مؤخرة رأسه عندما سقط.»
أومأت برأسها. بدت وكأنها في حيرة بشأن شيء ما ولم تكن قادرة على التعبير عن نفسها. «حسنا، سأبقى وأعتني به الليلة. إنه لأمر جيد للغاية أن يستضيفه السيد درايزدال.» فتحت صرتها دون إظهار أي تعبيرات على وجهها. «هل تعلم، كان لدي هاجس هذا الصباح عندما كنا ذاهبين إلى أعالي النهر أن شيئا ما سيحدث. أنا سعيدة جدا لأن هذا ما حدث وليس شيئا أسوأ. كان من الممكن أن تكون وفاة شخص ما، وهذا أمر لا يمكن علاجه.» كانت هناك وقفة صغيرة، بعدها قالت بقلق، وهي لا تزال مشغولة، «هل ستقضي الليلة مع السيد درايزدال أيضا؟»
قال جرانت: «نعم»، عندها فتح الباب ودخل درايزدال بنفسه. «هل أنت جاهز أيها المفتش؟» قال: «لابد أنك جائع»، ثم رأى الآنسة دينمونت. منذ تلك اللحظة، اعتبر جرانت دائما أن درايزدال رجل «مخابرات» من الدرجة الأولى لم يستفد منه بالقدر الجيد. لم تبد عليه أي علامات اندهاش. «حسنا، آنسة دينمونت، هل كنت قلقة بشأن تغيب ضيفك؟ ليس هناك داع للقلق، على ما أعتقد. إنه مجرد ارتجاج بسيط. سيحضر الدكتور أندرسون عما قريب.»
مع امرأة أخرى، ربما يكون هذا مقبولا، لكن جرانت شعر بالإحباط عندما التقى بعين الآنسة دينمونت الذكية. قالت لدرايزدال: «شكرا لاستضافته هنا. ليس هناك الكثير مما يمكن فعله حتى يأتي. لكنني سأبقى الليلة، إذا كنت لا تمانع، وأعتني به.» ثم التفتت إلى جرانت وقالت بترو: «مفتش في ماذا؟»
قال جرانت على الفور، ثم تمنى لو لم يفعل ذلك: «المدارس». عرف درايزدال أيضا أنه كان خطأ، لكنه دعمه بإخلاص. «لا يبدو عليه، أليس كذلك؟ لكن التفتيش هو الملاذ الأخير لغير المثقفين. هل هناك أي شيء يمكنني توفيره لك قبل أن نذهب ونأكل يا آنسة دينمونت؟» «لا، شكرا. هل يمكنني رن الجرس للخادمة إذا أردت شيئا؟» «بالتأكيد. ولنا إذا احتجت إلى ذلك. نحن فقط في الغرفة بالأسفل.» خرج وتحرك على طول الردهة، ولكن، بينما كان جرانت يتبعه، غادرت الغرفة معه وسحبت الباب خلفها.
قالت: «أيها المفتش، هل تعتقد أنني حمقاء؟ ألا تدرك أني عملت مدة سبع سنوات في مستشفيات لندن؟ لا يمكنك أن تعاملني كريفية ساذجة ليس لديها أي أمل في النجاح. هلا تتفضل وتخبرني ما هو اللغز؟»
Bilinmeyen sayfa