أرشدته إلى غرفة تبديل الملابس الخاصة بها، مكان نصفه محاط بالمرايا والنصف الآخر بخزائن ملابس، وبدا أشبه بمتجر لبيع الزهور أكثر من أي غرفة مصممة لسكنى آدمي. وأشارت بيدها إلى الزهور. «شقتي لن تستوعب أكثر مما استوعبت؛ لذا عليها أن تبقى هنا. كان القائمون على المستشفيات مهذبين للغاية، لكنهم قالوا بحزم إنهم لديهم ما يكفيهم. وربما لا يمكنني أن أقول «ممنوع الزهور»، كما يفعلون في الجنازات، من غير أن أجرح مشاعر الناس.»
قال جرانت: «إنه الشيء الوحيد الذي يمكن لمعظم الناس فعله.»
قالت: «أوه، نعم، أعلم ذلك. أنا لست ناكرة للجميل. فقط تغمرني المشاعر.»
عندما أصبح الشاي جاهزا، سكبت له كوبا، وقدمت الخادمة بسكويتا ناعما محفوظا في علبة قصدير. وبينما كان يقلب الشاي الخاص به وكانت تسكب لنفسها، أرسل إليه عقله رجفة مفاجئة، مثلما يكز راكب عديم الخبرة فم حصانه عندما يجفل. كانت عسراء!
قال لنفسه باشمئزاز: «يا إلهي! ليست المسألة أنك تستحق إجازة، بل أنك بحاجة إليها. ماذا أردت من التشديد على تصريح مثل هذا؟ كم عدد الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليسرى برأيك في لندن؟ يتنامى لديك أشد أنواع القلق غرابة.»
لكسر حاجز الصمت ولأنه كان أول ما يخطر بباله، قال: «أنت عسراء.»
قالت بلا مبالاة، كما يستحق الموضوع: «نعم»، وأخذت تسأله عن تحقيقاته. أخبرها بقدر ما سيظهر في صحافة الغد ووصف الخنجر لأنه أكثر جوانب القضية إثارة للاهتمام. «المقبض فضي صغير عليه صورة قديس وزخارف مطلية بالمينا باللونين الأزرق والأحمر.»
ظهر شيء ما فجأة في عيني راي ماركابل الهادئتين.
قالت لاإراديا: «ماذا؟»
كان على وشك أن يقول: «هل رأيت واحدا مثله؟» لكنه غير رأيه. كان يعلم في الحال أنها ستقول لا، وأنه كان سيتنازل عن حقيقة إدراكه لوجود شيء كان يجب أن يكون على علم به. كرر الوصف فقالت: «قديس! يا له من أمر غريب! وغير مناسب! ومع ذلك، في مهمة كبيرة مثل الجريمة، أفترض أنك تريد مباركة شخص ما.»
Bilinmeyen sayfa