Lord Saville'in Suçu
جريمة اللورد سافيل
Türler
وكان المطران فقيها مثقفا وذا ولع بالساعات، وعنده منها مجموع حسن يرجع بعضه إلى القرن الخامس عشر والبعض من صناعة العصر الحاضر، فخطر للورد أرثر أن هذا الولع بالساعات يتيح له فرصة حسنة لإمضاء ما اعتزم، أما من أين يأتي بالمادة المنفجرة، فمسألة أخرى.
ولم يجد في دليل لندن ما يرشده، وكان من العبث أن يقصد إلى «سكوتلنديارد» - مركز البوليس السري البريطاني - في هذا الموضوع؛ فإن هؤلاء القوم لا يعرفون شيئا عن الديناميت ومن يستخدمونه في جرائمهم إلا بعد أن يحدث الانفجار، وما أقل ما يعرفون حتى بعد ذلك.
وتذكر فجأة صديقه روفالوف، وهو روسي شاب ثوري النزعة كان قد التقى به في قصر الليدي وندرمير.
وكان الشائع المتواتر أن الكونت روفالوف مشغول بكتابة ترجمة بطرس الأكبر، وأنه جاء إلى إنجلترا ليراجع الوثائق الخاصة بالفترة التي قضاها هذا القيصر ليدرس بناء السفن، ولكن هناك من يستريب به، ويرى أنه رسول طائفة «العدميين». ولم يكن ثم شك في أن السفارة الروسية لا تنظر إلى وجوده في لندن بعين الرضا.
وشعر اللورد أرثر أن روفالوف هو الرجل الذي يجد عنده ما يبغي؛ فقصد إليه ذات يوم في منزله بحي بلومزبري ليستشيره ويستعينه.
فلما أفضى إليه اللورد أرثر بما جاء به له، قال الكونت روفالوف: اعتزمت إذن أن تشتغل بالسياسة جادا؟
ولكن اللورد أرثر كان يكره اللف والدوران، فلم يسعه إلا أن يعترف له بأن الشئون الاجتماعية لا تعنيه، وأنه إنما يبغي هذه المادة المنفجرة لأمر عائلي بحت لا يعني أحدا سواه.
فنظر إليه الكونت روفالوف مليا وهو مذهول؛ فلما تبين أمارات الجد في محياه كتب عنوانا على رقعة ووقع بالحروف الأولى من اسمه وناوله إياها وقال: إن سكوتلنديارد تدفع ثمنا كبيرا لو عرفت هذا العنوان يا صاحبي.
فقال اللورد أرثر وهو يضحك: لن تصل إليه أيديهم.
وصافح الروسي الشاب بحرارة ونزل، وألقى على العنوان نظرة وأمر الحوذي أن يذهب به إلى ميدان «سوهو».
Bilinmeyen sayfa