16
موقف الحسين عليه السلام واصحابه يوم الطف
وذاك لأن موقفهم ذلك اليوم ماكان عملا من أعمال الأنام وحادثة غريبة من حوادث الايام بل كان عملا ربوبيا ، وطلسما الهيا.
نعم هي دروس الاهية ، وتعاليم روحية ، أملاها على جوامع الجبروت وصوامع الملكوت ، لأجيال الأبدية ، وأحقاب السرمدية ، وأعقاب البشرية اكبر أستاذ الهي ، وعملم ربوبي مع سبعين نفر من اهل بيته وخاصته ، خريجي جامعته ، ما فتح الدهر سمعه وبصره على مثيل لهم قط.
وقفوا ضحوة من النهار على تلال الطف فألقوا على الأملاك والأفلاك والأرض والسماء والأنس والجن دروسا طاشت لها الالباب ، وذهلت عندها البصائر ، ذاك لأن تلك الدروس ما كانت اقوالا وكلمات ؛ والفاظا وعبارات بل كانت أعمالا جبارة ، وتضحيات قهارة ، وعزائم ملتهبة ؛ خاضوا لجج غمرات البلاء شعلا نارية بل نورية التمع منها في آفاق الأبدية سطور تسجل احتقار هذه الحياة مهما كانت شهية بهية ، وتبرهن أنها مهما غلت وعزت فهي أرخص ما يبذل في سبيل المبدء ،
Sayfa 109