151

ودفع توهم الحرمة ، او أن الضرورة وشدة الحصر دفعه الى ذلك لدفع الضرر ، كما ورد في بعض الاخبار : « بل ولو على ظهر حمارك » أي اذا حصرك البول. وبالجملة اذا قطعنا بصدور العمل منه يلزمنا التأويل.

أما بمثل هذا الخبر الضعيف السند المضطرب المتن ، السخيف المعنى والمبنى فنضرب به الجدار ، ومن أصر عليه فلاذوق له ، وان أبى فهو حمار ، وقد روى البخاري بنفسه ضد هذا الخبر سنده عن ابن طاووس عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه وآله مر على قبرين فسمع منهما أنينا فقال : ان صاحبيهما ليعذبان وما يعذبان عن كبيرة ، أما أحدهما فكان لايستتر ببوله وأما الاخر فيمشى بالنميمة.

وفي بعض الاخبار التي رواها في بول النبي صلى الله عليه وآله أن حذيفة كان الى جنب النبي صلى الله عليه وآله لما بال وهو قائم ، والقصارى ان هذا الخبر يشهد بكذبه العقل والعرف والذوق والاحاديث الكثيرة ، فان قنع صاحبك بهذا كله فالحمدلله على الوفاق ، والا فانك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء.

Sayfa 181