Yer Çivileri Janaqu
الجنقو مسامير الأرض
Türler
أحسست أنها لا تستطيع أن تشرح أكثر من ذلك، من الأحسن ألا أطالبها، أو أجبرها على الحكي، أحسست بالشفقة تجاهها، قررت في الحال أن أضاجعها، وذلك لما توصلت إليه من تحليل متعجل بعض الشيء، وسريع لحالتها وهو: أنها تفتقد الرجل في حياتها، الذين يحيطون بها لم يعرفوا المرأة فيها، ما عدا ود فور، ولم ينتبهوا إلى الإنسانة البائسة، ولا يفهمون شيئا عن حاجاتها الصغيرة الحقيقية، باختصار كانوا يعاملونها كرجل في ثوب امرأة لا أكثر.
صدمت لاكتشاف الحقيقة، أو ما أسميته بالحقيقة الأولى، وهي أن رائحة جسدها لا تطاق، وقالت صراحة في ذلك: معليش، ما كان عندي وقت لنفسي، وقامت لأجلي بمسح جسدها بالماء، مستخدمة ملاءة قديمة من ملاءات الأم أدي، كانت لا ترتدي شيئا تحت فستانها، وهذه فضيلة؛ لأنني لا أطيق رؤية ملابس المرأة الداخلية متسخة أو ممزقة، ولدي فوبيا سرية من ذلك، ففور رؤيتي لما ذكرت، أصاب بالعجز الجنسي التام، كانت تحتفظ بعطر الخمرة في القوقو، لم تستخدمه من قبل، قالت إنها اشترته من دلالية متجولة قبل عام، وأخذت تدلك أطرافها به، عطر قوي جدا، كان تافها، لم يرق لي إطلاقا، الأمر لا يحتاج إلى كل هذا المجهود من جانبها؛ لأن الفكرة بسيطة، كما شرحتها لنفسي: سوف أحاول الجسد إلى أن يستجيب، وتصل ذروة نشوتها ثم ينتهي كل شيء، لا أكثر ولا أقل، الأمر في الحقيقة أقرب لمقاولة، وهذا في ظني ما تحتاج إليه الصافية، وأحتاج إليه أنا لأقنع نفسي بأنني قدمت لها عملا خيرا وإنسانيا كبيرا، بل ونادرا، فعلا حرمت منه طوال حياتها، وأتمنى أن أكون مخطئا في هذه الفذلكة، اقترحت هي اقتراحا آخر، وهو أن أتركها تستحم استحماما كاملا، وقوبل هذا الاقتراح أيضا من قبلي بالرفض، الموضوع لا يستحق كل هذا التعب، قامت، أغلقت الباب بصورة جيدة، ربما خافت أن يقتحمنا أحد الزبائن، أو يتلصص علينا ود أمونة، أو قل ربما أنها خشيت أن يهرب منها كما هرب ود فور من قبل، ولو أنه رفض فكرة قفل الباب، ولكن يبدو أن ذلك حدث بعد فوات الأوان، اقترحت هي أيضا اقتراحا آخر، وهو أن تبقى الإضاءة كما هي، وافق، ثم طرحت علي بسرعة مجموعة من الإجراءات لم يكن هناك داع لطرحها في ذلك الوقت بالذات، كل ما أرجوه أن ينتهي هذا الموضوع، وبأسرع ما يمكن، المفاجأة الأخيرة التي لولا قوة عودي، وعزيمتي، وصبري على المكروه لكانت القاتلة، قال إنه ليس بالسهل أن يصف لنا ما شاهد، بدا ذلك واضحا من الطريقة التي أخذ يتحدث بها، لا يمكن لشخص مثلي أن يتخيل ذلك مجرد تخيل، بل لا يمكن أن يخطر ببال شيطان رجيم، إذا كان للشيطان بال، قالت بصوت حزين: مما ولدوني إلى اليوم، ما قطعت شعرة واحدة منه، قالوا حلاقته تجيب النحس وسوء الحظ، وبرضو ما لقيت وقت، وقتي كله للشغل، بعد دا، ح أخلي بالي من نفسي شوية.
قلت لنفسي: الموضوع ما بيستحق، خلينا نخلص.
كنت مصمما على أن أجعلها تدخل تجربة جديدة مثيرة في حياتها، تجربة لا تنسى، بما يساوي نقطة تحول، قالت: قاعدة أنظفه وأسرحو بالمشط كل يوم جمعة.
حكى لنا بالتفصيل الممل، في الحقيقة ليس مملا، بل مؤذيا وضارا جدا، ثم أقسم، وأقسم، وقال: الصافية انقلبت مرفعين.
قلنا بصوت واحد كما لو كنا ممثلين في دراما تلفزيونية: مرفعين؟ - مرفعين عديل كدا؟
اللحظة التي وضع يده على عري جسدها، وبدأ يداعبها في أذنيها، وأنفها الكبير، بدأ الصوف ينمو في جسدها، صوف أسود غليظ خشن وقبيح، تماما مثل صوف الحمار، كان ينمو بصورة مذهلة، بسرعة رهيبة، ثم أخذت ملامح وجهها تتغير، برزت أنيابها، ثم أخذت تصدر صوتا غليظا، ثم انقضت علي كما لو كانت أسدا ضاريا، وأنا فريسة بائسة جريحة، حدث كل ذلك في ثوان معدودات، لا أدري كيف تمكنت من الهرب، عبر الباب المغلق، أم عبر الشباك الصغير، أو أنني قد اخترقت السياج اختراقا، لا أدري، ولكنني وجدت نفسي خارج القطية، خارج بيت أدي، خارج الحلة كلها، حدث ذلك في لمح البصر، خلع جلبابه وأراهما خدوشا في ظهره وأليتيه: ضحكنا.
أغنية الفرو، تيراب البنية، بوشاي، وأشياء أخرى
ذات صباح باكر، أرسلت لي ألم قشي ود أمونة برسالة شفهية، فهمت منها أنها تريد مقابلتي في بيت أدي الآن، المسافة ما بين بيت أدي ومنزل مختار علي حيث أقيم وصاحبي قريبة جدا وبعيدة جدا، يتوقف الأمر حسب العلاقات الاجتماعية مع الجيران والوقت ليلا أم نهارا؛ حيث يمكن استغلال ما يسمونه بباب الجيران؛ لاختصار مسافة كيلو متر من الهرولة عبر الأزقة والطرق الجانبية، إلى ما لا يتعدى العشرين مترا، وشخص مثلي غالبا ما تكون علاقته جيدة مع الجيران؛ لذا دخلت منزل أول جارة وهي سعاد، تبادلت التحايا وزوجها، ثم عبرت عرض المنزل إلى بيت الداية بت البرون، وهي امرأة عجوز طيبة بوجهها شلوخ عريضة وابتسامة دائمة، ليس لها زوج، ليس لها أطفال، بنت أختها التي تقيم معها كانت نائمة في تلك اللحظة، تبادلنا التحايا، وعبر باب الشارع كان علي أن أعبر منزل الدينكاوية الحسناء أداليا دانيال ولم تكن بالمنزل، عبرت بيتها، لأجد نفسي وجها لوجه مع باب مجمع أدي السكني، وجدت ود أمونة قد سبقني لبيت أدي وكي لا أموت دهشة، قال لي إنه ركب موتر مع الحاج البوليس الذي وجده مصادفة يمر بطريق منزل مختار علي، وذلك بعد أن أخبرني برسالة ألم قشي مباشرة، أومأت برأسي أن فهمت، بادرتني ألم قشي معاتبة: إنت ما سألت مني تاني؟ دا أسبوع كامل.
أضاف ود أمونة، بأسلوبه الخاص: وحات ربي، ألم قشي مما نامت معاك، تاني رجلها دي ما رفعتها لزول.
Bilinmeyen sayfa