لقي جميل بثينة بعد تهاجر طال بينهما، فتعاتبا مليا، ثم قالت بثينة: ويحك يا جميل! أتزعم أنك تهواني وأنت الذي تقول:
رمى الله في عيني بثينة بالقذى
وفي الغر من أنيابها بالقوادح
فأطرق طويلا يبكي، ثم قال: بل أنا القائل:
ألا ليتني أعمى أصم تقودني
بثينة لا يخفى علي كلامها
فقالت له: ويحك! ما حملك على هذه المنى؟! أوليس في سعة العافية ما كفانا جميعا؟! (10) خاتمة هوى
روى أيوب بن عباية قال: خرجت من تيماء في أغباش السحر، فرأيت عجوزا على أتان، فتكلمت فإذا أعرابية فصيحة، فقلت: ممن أنت؟ قالت: عذرية.
فأجريت ذكر جميل وبثينة فقالت: والله إنا لعلى ماء لنا بالخباب وقد تنكبنا الجادة لجيوش كانت تأتينا من قبل الشام تريد الحجاز، وقد خرج رجالنا لسفر وخلفوا معنا أحداثا، فانحدروا ذات عشية إلى صرم قريب منا يتحدثون إلى جوار منهم، فلم يبق غيري وغير بثينة، إذ انحدر علينا منحدر من هضبة تلقاءنا. فسلم ونحن مستوحشون وجلون، فتأملته ورددت السلام فإذا جميل!
قلت: أجميل؟
Bilinmeyen sayfa