الفصل الواحد والثلاثون
إعلم أيها الأخ أيدك الله وايانا بروح منه ، أن النفوس الجزئية سترجع إلى النفس الكلية بأجمعها ، وتصير في عالمها الروحاني ، ومحلها ، وحالها الأزلي ، ووقتها الدهري ، الأبدي ، للسرمدي ، الذي لا نهاية لطوله ، والذي كانت فيه قبل تعلقها، بالجسم كما قال الله عز وجل :
كما بدانا اول خلق تعيده.
ولكن بعد مضي الدهور الزمانية الطوال، والكرور، والادوار والعصور ، وخراب العالم الأرضي ، والمركز السفلي ، إذ فارقته النفس ، و سكن الفلك عن الدوران ، والكواكب عن السير ، والأركان عن الاختلاط بالمزاج، ويبلى النبات ، والحيوان ، والمعادن ، وتخلع النفس الصور والاشكال ، والنقوش ، ويبقى الجسم غارعا ، كما كان بادية ، إذا اعرضت عند النفس اقبلت نحوها ، ولحقت بعلتها ، وصارت عنده ، واعدت فيه ، كاقبال التلميذ على معلمة وأستاذه المتعلم
Sayfa 160