الأول، فيكون لك موضعة في الدرجات العليا ، ومنازل الابرار ، ودرجات الاخيار ، ولا تكن عائدا إلى محل البلاء ، ودار الشفاء ، عالم الكون والفساد إلى ابد الآبدين ، ودمر الداهرين ، وتنجو من القعود بين العقدتين المظلمتين اللتين غطتا نور الشمس ونور القمر ، إذا وافقت بقعتيهما ، وقارنتهما ، كذلك ظلمة الطبيعة الجسمانية ، والهيولانية ، والنفسانية ، إذا عرضت للنفس الناطقة النفس الغضبية كستها ، وغطت نورها عليها ، فاذا بادرت النفس الناطفة ، وسارعت إلى الأعمال الزكية ، والعلوم النافعة ، وانقادت لها النفس الغضبية ، زالت عنها الظلمة ، وانتبهت فأفاقت من السكرة ، فلا تكون مكسوفة ابدأ ، ولا عائدة إلى محل البلاء ، ولا تذوق الموت ، إلا الميتة الأولى ، وانما جعل الله سبحانه وتعالى العقدتين المظلمتين في الفلك لما حدث من کسوف للقمر والشمس بهما ، وان الشمس باستقامة سيرها ، وسرعة محمرها تفارق الظلمة الكدرة ، والعقدة الوعرة ، فتظهر انوارها ، ولا يلحق بها شيء مما عبرت به ، وجازت عليه ، وتجاوزته ، كذالك ، القمر بسرعة حركة جريانه ، ومسيره في ابراجه ، وهكذا النفس الناطقة إذا فارقت ظلمة الطبيعة للجسمانية ، والهيولى الظلمانية ، لحقت بأنوارها ، وعادت إلى
Sayfa 213