150

Cami-i Vâciz

الجامع الوجيز في وفيات العلماء أولي التبريز - للجنداري

ثم حملت عليهم عساكر الموصل فنالوا منالا كبيرا، ووصل خبر ملك الألمان فظنوا أن الفرنج هاربون بعد يومين وصلت لهم مواد من البحر وأموال عظيمة مع الكندهي فاطمأنت نفوسهم ثم أن الكندهي نصب منجنيقين وغرادات فخرج من بعكا فأخذوها وقتلوا عندها كثيرا من الفرنج فعملوا تلا من التراب بالبعد من البلد وما زالوا يريدون فيه ويشترون به الماء قرب نصبوا منجنيقين وقلت الميرة على المجاهدين فأرسل صلاح إلى الإسكندرية باستعجال الأقوات فتأخرت فأرسل إلى بيروت فوصلت حمولة وعجزوا عن إدخالها فلبسوا ملبس الفرنج ولم يتعرضوا لها ضنا أنها لهم فأدخلت عكا فرح المسلمون بها حتى أتتهم الميرة من الإسكندرية وخرجت ملكة من الفرنج من داخل البحر في نحو ألف مقاتل فأخذت بنواح الإسكندرية وأخذ من معها جانبا ثم وصل إلى الكفرة من باب كبرهم وهو عندهم كالنبي لا يخالف بحرمتهم وبعده عشرة القوم إليهم وإلى موالي فاطمأنوا، فلما تتابعت لهم الإمداد وعزموا على قصد المسلمين وتركوا من يحاصر عكا وخرجوا حادي عشر شوال في عدد كالرمل فلقيهم صلاح وأولاده على القلب وأخوه على الميمنة وعلى الميسرة عماد الدين وتقي الدين صاحب حماه ومعز الدين صاحب الجزيرة وشاهد الفرنج عسكر الإسلام وكثرتها فارتاعوا فقاتلهم ناس وقد تقدموا على مفارقة خنادقهم فلزموا مكانهم وباتوا، فلما كان الغد رجعوا نحو عكا والناس في أكتافهم تارة بالسيوف وتارة بالرماح والسهام، وبعدها لم يخرجوا من خنادقهم.

Sayfa 138