(والثالث) أن الخطيب عفا الله عنه قد طعن في أحمد أكثر من هذا فقال قد وثق أحمد بن حنبل حريز بن عثمان فقال هو ثقة ثقة ثقة وحريز كان يبغض أمير المؤمنين عليا رضي الله عنه ولا فرق بينه وبين من يبغض أبا بكر وعمر ثم قال الخطيب وكان حريز كذابا فاسقا* وروى عنه ابن عياش أنه قال هو الذي يروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي بن أبي طالب أنه مني بمنزلة هارون من موسى* خطأ قال ابن عياش فقلت له فما هو قال سمعت الوليد بن عبد الملك يرويه على المنبر فيقول علي مني بمنزلة هارون من موسى* ثم أكد الخطيب هذه الشناعة على أحمد فقال بلغني عن يزيد بن هارون أنه قال رأيت رب العزة في النوم فقال يا يزيد تكتب عن حريز بن عثمان فقلت يا رب ما علمت عليه إلا خيرا فقال يا يزيد لا تكتب عنه فإنه يسب علي بن أبي طالب* وهذه حكاية عن أحمد أنه طعن في أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وقصد الخطيب به تنفير القلوب عنه فكذلك جاز أن يكون مقصوده في حكاية الطعن عنه في أبي حنيفة تنفير قلوب أصحابه عنه* وقد قال الخطيب أيضا في حق أحمد أنه وهم في مواضع ذكرها الإمام الحافظ أبو أحمد عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي في كتابه الموسوم (بالسهم المصيب في الرد على الخطيب) وأجاب عنها*
(فهذا تمام) الجواب الخامس على التفصيل مما ذكر الخطيب في حق الإمام أبي حنيفة ولنصرف الآن في هذا المقام عنان الكلام لئلا نقع في اغتياب أهل الإسلام*جعلنا الله من العاملين بقوله تعالى {يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا} * وجعلنا الله تعالى متبعين لإمامنا أبي حنيفة رضي الله عنه حيث يسمع منهم ما يسمع ويملك نفسه فلم ينقل عنه أنه رحمه الله تعالى ذكرهم ولا أحدا بسوء بل يعفو ويصفح ويحلم ويحتمل*
Sayfa 68