151

İbni Teymiyye'den Sorulara Cevaplar

جامع المسائل لابن تيمية ط عالم الفوائد - المجموعة السادسة

Araştırmacı

د. محمد رشاد سالم

Yayıncı

دار العطاء

Baskı Numarası

الأولى ١٤٢٢هـ

Yayın Yılı

٢٠٠١م

Yayın Yeri

الرياض

Türler

وَلِهَذَا قَالَ السّلف وَالْأَئِمَّة الْقُرْآن كَلَام الله منزل غير مَخْلُوق مِنْهُ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يعود فَقَوْلهم مِنْهُ بَدَأَ نبهوا بِهِ على مُخَالفَة الْجَهْمِية الَّذين قَالُوا إِنَّه خلقه فِي غَيره مُنْفَصِلا عَنهُ فَقَالَ أهل السّنة مِنْهُ بَدَأَ لم يبتدىء من غَيره من الموجودات كَمَا قَالَ تَعَالَى وَإنَّك لتلقى الْقُرْآن من لدن حَكِيم عليم [سُورَة النَّمْل ٦] وَقَالَ وَلَكِن حق القَوْل مني [سُورَة السَّجْدَة ١٣] وَقَالَ كتاب أحكمت آيَاته ثمَّ فصلت من لدن حَكِيم خَبِير [سُورَة هود ١] وَلَا نجْعَل لله كلَاما مخلوقا فِي غَيره مُنْفَصِلا عَنهُ كَمَا قالته الْمُعْتَزلَة وَنَحْوهم من الْجَهْمِية
فَإِن هَؤُلَاءِ وَإِن كَانَ قَوْلهم من أعظم القَوْل فريةوظلالا فَهُوَ أقل كفرا وضلالا من قَول أهل القَوْل الْمَسْئُول عَنهُ الْقَائِلين إِذا فاض من مَكْنُون علمه على قلب أحد من النَّاس فَإِن هَؤُلَاءِ لم يَجْعَلُوهُ متكلما إِلَّا بِمَا جعله فِي الْقُلُوب من الْعلم
مقَالَة الفلاسفة فِي كَلَام الله
وَهَذَا فِي الأَصْل قَول المتفلسفة والصابئة وَنَحْوهم الَّذين لَا يجْعَلُونَ لله كلَاما إِلَّا مَا أفاضه على قُلُوب الْعباد من الْعُلُوم والمعارف ويجعلون تكليمه للعباد نوع تَعْرِيف يعرفهُمْ بِهِ الْأُمُور وَيَقُولُونَ إِنَّه تتشكل فِي نفس الشَّيْء أشكال نورانية هِيَ مَلَائِكَة الله عِنْدهم وأصوات قَائِمَة بِنَفسِهِ هِيَ كَلَام الله عِنْدهم ويزعمون أَن تكليم الله لمُوسَى هُوَ من هَذَا الْبَاب إِنَّمَا هُوَ فيض فاض عَلَيْهِ من الْعقل الفعال أَو من غَيره وَقد يجْعَلُونَ الْعقل الفعال هُوَ جِبْرِيل وَلَيْسَ التكليم عِنْدهم مُخْتَصًّا بِأحد وَلكنه يفِيض بِحَسب استعداد النُّفُوس

1 / 162