مطلب: الكلام على ذى القرنين صاحب الخضر ولم لقب بذلك وتعريف نبوته وعدمها
فائدة استطرادية: اعلم أن ذا القرنين اثنان: رومى، ومقدونى. والذى اجتمع بالخليل هو الرومى الذى ذكره الله تعالى فى القرآن وهو صاحب الخضر. واختلف فى تسميته بذى القرنين وهل كان نبيا أم عبدا صالحا. فقيل: سمى بذى القرنين لأنه بلغ مغرب الشمس ومطلعها، وقيل: لأنه، ملك الروم وفارس أو الروم والترك، وقيل: لأنه انقرض فى زمنه قرنان من الناس وهو حى.
وقال الواحدى: لأنه أمر قومه بتقوى الله فضربوه على قرنه فمات فبعثه الله ثم أمرهم بتقوى الله فضربوه على قرنه الآخر فمات، فبعثه الله فسمى ذا القرنين، وقيل: كان له قرنان. وقيل: كان كريم الطرفين أما وأبا، وهذان القولان فى «المدارك» وقيل: لأنه عاش قرنين. وعن على: سخر له السحاب ومدت له الأسباب وبسط له النور، وكان الليل والنهار عنده سواء.
وأما أنه نبى أو ملك فعن عبد الله بن عمر ومجاهد أنه كان نبيا، وعن على (كرم الله وجهه) أنه كان عبدا صالحا أحب الله وناصحه فأحبه الله وناصحه، وعن وهب أنه كان ملكا عادلا، قال المفسرون: ملك الدنيا أربعة: مؤمنان وكافران: أما المؤمنان: فذو القرنين وسليمان بن داود (عليهما السلام)، وأما الكافران: فنمرود وبختنصر. قال القرطبى:
وسيملك الدنيا من هذه الأمة خامس وهو المهدى لقوله تعالى: ليظهره على الدين كله (سورة الفتح: 28) انتهى.
أقول: وسيملكها سادس أيضا، وهو عيسى (صلوات الله عليه). كما جاءت به السنة فى غير موضع من الصحيحين وغيرهما. انتهى.
مطلب سن ذى القرنين
وكان عمر ذى القرنين ألفا وستمائة سنة، واختلف فى زمنه واسمه فقيل: كان فى زمن نمرود، ويؤيده اجتماعه بالخليل حال بنائه البيت، كما تقدم، لأن الخليل والنمرود
Sayfa 76