قال العلامة عز الدين بن جماعة: ولعله يريد سنة الطواف فى العدد، وإلا فقد ورد أن الملائكة طافت به قبل آدم (عليه السلام)، فلعله كان بغير عدد أو بغير ذلك العدد أو أراد لبنيه من بعده، والله أعلم. انتهى.
وروى الأزرقى أن ابن الزبير مر بعبد الله بن العباس وهو بين الباب والركن الأسود فقال له ليس هاهنا الملتزم، إنما هو دبر البيت، فقال ابن عباس هنالك ملتزم عجائز قريش.
وذكر أيضا أن عائشة رضى الله عنه أرسلت إلى أصحاب المصابيح فأطفئوها ثم طافت من وراء ستر وحجاب ثلاثة أسابيع، تقف بعد كل أسبوع بين الباب والحجر تدعو.
مطلب: الأولى عند الحنفية لمن أراد الملتزم أن يقدمه على ركعتى الطواف ثم يأتى بهما
فرع: الأولى عندنا لمن انتهى طوافه وأحب أن يلتزم أن يقدمه على ركعتى الطواف ثم يأتى بهما بعد ذلك، كذا فى منسك الكرمانى من أصحابنا: وذكر غيره تقديم الصلاة على الالتزام وهذا فيما عدا طواف الوداع. وأما بعده فإنه عقب الصلاة والشرب من ماء زمزم يأتى الملتزم ثم يدعو فيه بما أراد ثم ينصرف القهقرى فيكون آخر عهده الالتزام. والله أعلم.
عدنا إلى المقصود:
ومنها: بقاء بنائه الموجود الآن وثباته ولا يبقى غيره من الأبنية هذه المدة الطويلة كما ذكره المهندسون، وذلك لأن الأرياح والأمطار قلما تواترت على بناء إلا خرب، وهذا البيت الشريف لم تزل الأرياح العاصفة والأمطار العظيمة تتوالى عليه منذ بنى وإلى تاريخه، ولم يقع بحمد الله تغير فى بنائه ولا خلل.
مطلب: ما وقع فى الكعبة من الترميم
قال الحافظ شيخ الإسلام ابن حجر (رحمه الله): ولم أقف فى شىء من التواريخ على أن أحدا من الخلفاء ولا من دونهم غير من الكعبة شيئا مما صنعه الحجاج إلى الآن إلا فى الميزاب والباب وعتبته. وكذا وقع الترميم فى جدارها غير مرة وفى سقفها وسلم سطحها.
ووقع أيضا فى جدارها الشامى ترميم فى شهور سنة سبعين ومائتين، ثم فى شهور سنة
Sayfa 49