163

Cami'ü'l-Latif

الجامع اللطيف في فضل مكة وأهلها وبناء البيت الشريف‏

Türler

(صلى الله عليه وسلم) قال: لو انتهى إلى الجبانة لكان الكل مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفى رواية أخرى:

لو مد إلى ذى الحليفة لكان منه.

وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يقول: لو زيد فى هذا المسجد ما زيد لكان الكل مسجدى. وفى رواية أخرى أو بنى إلى صنعاء، وفى أخرى ما زيد فى مسجدى فهو منه ولو بلغ ما بلغ. فإن صح ذلك فهو بشرى حسنة انتهى باختصار.

فائدتان:

الأولى: قد حسب النقاش المفسر فضل الصلاة فى المسجد الحرام على مقتضى حديث تفضيل الصلاة فيه على غيره بمائة ألف، فبلغت صلاة واحدة فى المسجد الحرام عمر خمس وخمسين سنة وستة أشهر وعشرين ليلة. وصلاة يوم وليلة، وهى خمس صلوات فى المسجد الحرام عمر مائتى سنة وسبع وسبعين سنة وتسعة أشهر وعشر ليال (1).

انتهى كلامه.

الثانية: قال الشيخ بدر الدين ابن الصاحب الإشارى: إن كل صلاة فى المسجد الحرام فرادى بمائة ألف صلاة كما ورد فى الحديث، وكل صلاة فيه جماعة بألفى ألف صلاة وسبعمائة ألف صلاة، والصلوات الخمس فيه بثلاثة عشر ألف ألف صلاة وخمسمائة صلاة، وصلاة الرجل منفردا فى وطنه غير المسجدين المعظمين، كل مائة سنة بمائة ألف وثمانين ألف صلاة، وكل ألف سنة بألف ألف صلاة وثمانى مائة ألف (2).

فتلخص من هذا أن صلاة واحدة فى المسجد الحرام جماعة يفضل ثوابها على ثواب من صلى فى بلدة فرادى، حتى بلغ عمر نوح النبى (عليه السلام) بنحو الضعف، وسلام على نوح فى العالمين. وهذه فائدة تساوى رحلة (3) ثم قال: هذا إذا لم يضف إلى ذلك شيئا آخر من أنواع العبادات، فإن صام يوما وصلى الصلوات الخمس جماعة، وفعل فيه أنواعا من البر وقلنا بالمضاعفة، فهذا مما يعجز الحساب عن حصر ثوابه (4) انتهى.

تكملة: قال بعض العلماء: إن السيئات بالحرم تتضاعف كتضاعف الحسنات، وهو

Sayfa 176