Bilim ve Hikmet Toplayıcısı

Ibn Rajab al-Hanbali d. 795 AH
86

Bilim ve Hikmet Toplayıcısı

جامع العلوم والحكم

Araştırmacı

الدكتور محمد الأحمدي أبو النور، وزير الأوقاف وشئون الأزهر سابقًا

Yayıncı

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م

Yayın Yeri

القاهرة

للصلاة هل هي عبادة مستقلة أم هي شرط من شروط الصلاة كإزالة النجاسة، وستر العورة؟. فمن لم يشترط لها النية جعلها كسائر شروط الصلاة. ومن اشترط لها النية جعلها عبادة مستقلة. فإذا كانت عبادة في نفسها لم تَصِحَّ بدون نية. وهذا قول جمهور العلماء. ويدل على صحة ذلك: تكاثر النصوص الصحيحة عن النبي ﷺ: "بِأَنَّ الوضوءَ يُكَفِّرُ الذنوبَ والخطايا، وأن مَنْ توضأ كما أمِرَ كان كفارةً لذنوبه" (^١). * * * [الوضوء عبادة مستقلة]: • وهذا يدل على أن الوضوء المأمور به في القرآن عبادةٌ مستقلة بنفسها؛ حيث رُتِّبَ عليه تكفيرُ الذنوب. والوضوء الخالى عن (^٢) النية لا يكفر شيئًا من الذنوب بالاتفاق؛ فلا يكون مأمورًا به، ولا تصح به الصلاة، ولهذا لم يرد في شيء من بقية شرائط الصلاة -كإزالة النجاسة، وستر العورة- ما ورد في الوضوء من الثواب. * * * [الجمع بين نية الوضوء وقصد آخر]: • ولو شَرِكَ (^٣) بين نية الوضوء وبين قصد التبرد وإزالة النجاسة أو الوسخ؛ أجزأه في المنصوص عن الشافعي. وهو (^٤) قول أكثر أصحاب أحمد؛ لأن هذا القصد ليس بمحرم ولا مكروه. ولهذا لو قصد مع رفع الحدث تعليمَ الوضوء لم يَضُرَّه ذلك. وقد كان النبي ﷺ يقصد أحيانًا بالصلاة تعليمها للناس، وكذلك الحج كما قال:

(^١) البخاري في كتاب الوضوء: باب الوضوء ثلاثًا ثلاثا ١/ ٢٥٩، ٢٦١ من الفتح، ومسلم في كتاب الطهارة: باب فضل الوضوء والصلاة عقبه ١/ ٢٠٥ - ٢٠٨. (^٢) ب: "من". (^٣) شَرِكته في البيع والشراء أشركه من باب علم على ما في الصحاح للجوهري ٤/ ١٥٩٣. (^٤) في م "هذا".

1 / 90