295

Bilim ve Hikmet Toplayıcısı

جامع العلوم والحكم

Soruşturmacı

الدكتور محمد الأحمدي أبو النور، وزير الأوقاف وشئون الأزهر سابقًا

Yayıncı

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع

Baskı

الثانية

Yayın Yılı

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م

Yayın Yeri

القاهرة

أهل العراق: يسألوننى عن دم البعوض وقد قتلوا الحسين وسمعت النبي ﷺ يقول: "هما ريحانتاي من الدنيا" (^١)؟!
• وسأل رجلٌ بشْر بن الحارث عن رجل له زوجة وأُمه تأْمره بطلاقها؟ فقال: إن كان يَبَرُّ أَمَّهُ في كل شيء ولم يبق من برها إلا طلاق زوجته فليفعل، وإن كان يبرها بطلاق زوجته ثم يقوم بعد ذلك إلى أُمه فيضربها فلا يفعل.
• وسئل الإمام أحمد ﵀ عن رجل يشتري بقلا، ويشترط الخوصة (^٢) يعني التي تربط بها جُرْزَةُ (^٣) البقل؟ فقال أحمد: إيش هذه المسائل؟ قيل له: إن إبراهيم بن أبي نعيم يفعل ذلك؟! (^٤) فقال أحمد: إن كان إبراهيم بن أبي نعيم فنعم. هذا يشبه ذاك.
وإنما أنكر هذه المسائل ممن لا يشبه حاله، وأما أهل التدقيق في الورع فيشبه حالهم هذا.
* * *
[هؤلاء هم أهل الورع]:
• وقد كان الإمام أحمد نفسه يستعمل في نفسه هذا الورع؛ فإنه أمَر مَن يشتري له سمنًا فجاء به على ورقة؛ فأمر برد الورقة إلى البائع.
• وكان الإمام أحمد لا يستمد من محابر أصحابه، وإنما يخرج معه محبرته (^٥) يستمد منها.
• واستأذنه رجل أن يكتب من محبرته، فقال له: اكتب فهذا ورع مظلم.
• واستأْذنه رجل آخر (^٦) في ذلك فتبسم وقال: لم يبلغ ورعي ولا ورعك هذا!
وهذا قاله على وجه التواضع، وإلا فهو كان في نفسه يستعمل هذا الورع.

(^١) أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده ص ٢٦٠ - ٢٦٤، وأحمد في مسنده ٩/ ٢٠٢ بإسناد صحيح كما ذكر محققه الشيخ أحمد شاكر، والبخاري في صحيحه كتاب الفضائل: باب مناقب الحسن والحسين ﵄ ٧/ ٩٥ وفي كتاب الأدب: باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته ١٠/ ٤٢٦، والترمذي في كتاب المناقب: باب مناقب الحسن والحسين ﵉ ٥/ ٦٥٧ وقال هذا حديث صحيح وفي أ، ر، ظ، ب "يسألوني" بحذف النون على لغة.
(^٢) سقطت من ب والخوصة واحدة الخوص، وهو سعف النخل.
(^٣) م "حزمة" وهما بمعنى.
(^٤) في ب: "قيل له إنه إبراهيم بن أبي نعيم" أ: إن إبراهيم بن أبي نعيم.
(^٥) في ب: "محبرة".
(^٦) ليست في "ا".

1 / 304