Taberi Tefsiri

Taberi d. 310 AH
173

Taberi Tefsiri

جامع البيان في تفسير القرآن

[البقرة: 55] قال: فجاءت غضبة من الله عز وجل، فجاءتهم صاعقة بعد التوبة، فصعقتهم فماتوا أجمعون. قال: ثم أحياهم الله من بعد موتهم، وقرأ قول الله تعالى: { ثم بعثنكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون } فقال لهم موسى: خذوا كتاب الله فقالوا لا، فقال: أي شيء أصابكم؟ قالوا: أصابنا أنا متنا ثم حيينا. قال: خذوا كتاب الله قالوا لا. فبعث الله تعالى ملائكة، فنتقت الجبل فوقهم. حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: { فأخذتكم الصعقة وأنتم تنظرون ثم بعثنكم من بعد موتكم } قال: أخذتهم الصاعقة، ثم بعثهم الله تعالى ليكملوا بقية آجالهم. حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس في قوله:

فأخذتكم الصعقة

[البقرة: 55] قال: هم السبعون الذين اختارهم موسى فساروا معه. قال : فسمعوا كلاما، فقالوا:

لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة

[البقرة: 55] قال: فسمعوا صوتا فصعقوا. يقول: ماتوا. فذلك قوله: { ثم بعثنكم من بعد موتكم } فبعثوا من بعد موتهم لأن موتهم ذاك كان عقوبة لهم، فبعثوا لبقية آجالهم. فهذا ما روي في السبب الذي من أجله قالوا لموسى:

لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة

[البقرة: 55] ولا خبر عندنا بصحة شيء مما قاله من ذكرنا قوله في سبب قيلهم ذلك لموسى تقوم به حجة فتسلم لهم. وجائز أن يكون ذلك بعض ما قالوه، فإذ كان لا خبر بذلك تقوم به حجة، فالصواب من القول فيه أن يقال: إن الله جل ثناؤه قد أخبر عن قوم موسى أنهم قالوا له:

يموسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة

[البقرة: 55] كما أخبر عنهم أنهم قالوه. وإنما أخبر الله عز وجل بذلك عنهم الذين خوطبوا بهذه الآيات توبيخا لهم في كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم، وقد قامت حجته على من احتج به عليه، ولا حاجة لمن انتهت إليه إلى معرفة السبب الداعي لهم إلى قيل ذلك. وقد قال الذين أخبرنا عنهم الأقوال التي ذكرناها، وجائز أن يكون بعضها حقا كما قال.

[2.57]

Bilinmeyen sayfa