ثم اختلف في تأويل الرجوع الذي في قوله: { وأنهم إليه رجعون }. فقال بعضهم بما: حدثني به المثنى بن إبراهيم، قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية في قوله: { وأنهم إليه رجعون } قال: يستيقنون أنهم يرجعون إليه يوم القيامة. وقال آخرون: معنى ذلك أنهم إليه يرجعون بموتهم. وأولى التأويلين بالآية القول الذي قاله أبو العالية لأن الله تعالى ذكره، قال في الآية التي قبلها
كيف تكفرون بالله وكنتم أموتا فأحيكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون
[البقرة: 28] فأخبر الله جل ثناؤه أن مرجعهم إليه بعد نشرهم وإحيائهم من مماتهم، وذلك لا شك يوم القيامة، فكذلك تأويل قوله: { وأنهم إليه رجعون }.
[2.47]
قال أبو جعفر: وتأويل ذلك في هذه الآية نظير تأويله في التي قبلها في قوله:
اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم
[البقرة: 40] وقد ذكرته هنالك. القول في تأويل قوله تعالى: وأني فضلتكم على العالمين. قال أبو جعفر: وهذا أيضا مما ذكرهم جل ثناؤه من آلائه ونعمه عندهم. ويعني بقوله: { وأني فضلتكم على العلمين }: أني فضلت أسلافكم، فنسب نعمه على آبائهم وأسلافهم إلى أنها نعم منه عليهم، إذ كانت مآثر الآباء مآثر للأبناء، والنعم عند الآباء نعما عند الأبناء، لكون الأبناء من الآباء، وأخرج جل ذكره قوله: { وأني فضلتكم على العلمين } مخرج العموم، وهو يريد به خصوصا لأن المعنى: وإني فضلتكم على عالم من كنتم بين ظهريه وفي زمانه. كالذي: حدثنا به محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، وحدثنا الحسن بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة: { وأني فضلتكم على العلمين } قال: فضلهم على عالم ذلك الزمان. حدثني المثنى، قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية: { وأني فضلتكم على العلمين } قال: بما أعطوا من الملك والرسل والكتب على عالم من كان في ذلك الزمان، فإن لكل زمان عالما. حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال مجاهد في قوله: { وأني فضلتكم على العلمين } قال: على من هم بين ظهرانيه. وحدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: على من هم بين ظهرانيه. وحدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: سألت ابن زيد عن قول الله: { وأني فضلتكم على العلمين } قال: عالم أهل ذلك الزمان. وقرأ قول الله:
ولقد اخترناهم على علم على العالمين
[الدخان: 32] قال: هذه لمن أطاعه واتبع أمره، وقد كان فيهم القردة وهم أبغض خلقه إليه، وقال لهذه الأمة:
كنتم خير أمة أخرجت للناس
Bilinmeyen sayfa