وهذا الكتاب جمعه قاسم وأبوه ثابت معا؛ لأن قاسما ابتدأه أولا وعاجلته المنية عن إتمامه؛ لأنه مع براعة علمه كان من أهل الورع والزهد، فأريد على قضاء سرقسطة فأبى، وأراده أبوه على ذلك فسأله أن يتركه ثلاثا لينظر في أمره فمات قبل انقضائها، فيرون أنه دعا لنفسه بالموت وكان موصوفا بإجابة الدعوة، وكانت وفاته سنة ثنتين وثلاثمائة فأكمل أبوه ثابت الكتاب بعده، وكان سماعهما واحدا ورحلتهما واحدة، وتوفي أبوه بعده سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة، وقال الحميدي في "تاريخه": سنة أربع عشرة، فبذلك كان ثابت بن قاسم يروي الكتاب عن أبيه إجازة؛ لأنه كان حين وفاته صغيرا، ويرويه عن جده قراءة عليه؛ لأنه أدركه كبيرا فقرأه عليه.
Sayfa 107