============================================================
العلماء أمناء الرسل ما لم يخالطوا السلطان، أحمده على هذه النعم الجسام، حمد من جمع الإسلام والايمان والإحسان، واشكره على هاتيك المنن العظام الرزان، شكر من عرف نفسه فعرف ربه، وصرف نحو شكره جوارحه وقلبه، واستدره ذوارف عوارف الامتنان، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، شهادة يثقل بها الميزان، ويخلد في أعلى فراديس الجنان، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد الروح الأعظم والفيض الأعم واسطة ما بين الوجود والعدم ورابطة تعلق الحدوث بالقدم، مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان، الحبل المتين والإمام المبين، المبعوث رحمة للعالمين، بالسبع المثاني والقرآن، وعلى آله وأصحابه الذين رتعوا في رياض أقواله وأفعاله وكرعوا من حياض أخلاقه وأحواله، فروى منهم القلب وأخصب الجثمان وعلى التابعين، والأتمة الأربعة المجتهدين، وعلى أتباع التابعين لهم بإحسان، ما رتح النسيم عذبات اليان، وحدى الحادي وسارت الركبان.
أما بعد: فيقول العبد الآبق (1) خادم العلماء وسادات الطرائق، صفاء الدين عيسى القادري النقشبندي البندنيجي أفاض الله عليه سحائب لطفه التفريجي إن علم تاريخ الأخبار مما ينشر بساطه في مقاعد أولى السعادة الاخيار، ويحضر سماطه في محاضر ذوي القلوب والابصار، وتنثر في مجامعهم درر فوائده وتنظم وتذكر في مرابعهم غرر عواثده وتفهم، الوتستنشق أنفاس نفاتس مباحثه في ليلة المسامرة، وتستحسن ابكار عرائس مقاصده في جملة المحاضرة، وتستظرف في محافل مباستهم نوادرا وظرافه، وترشف في حان مخالطتهم سلافه، ولعمري أنه (لمعصم) محفل السمر أبهى سوار، وفي نحور (ابني) سمير قلادة الاعتبار للسهار ترتاح، من آثاره العقول والأذهان، وتطرب من إنشاء أشعاره القفول والركبان، اوتتعطر بأرواح حكاياته معاطس السالكين، وتتنور بمصباح بصائر () ابق العبد، يابق، ويابق (بالكسر والضم) أي هرب، والإباق: هرب العبيد وذهابهم من غير خوف ولا كد عمل السان العرب 7/1).
Sayfa 22