وكانت العرب يحجون البيت ويعظمونه، وإنما يعبدون الأصنام لتقربهم إلى الله زلفى، وقالوا: {شفعاؤنا عند الله}، وإنما دعاهم رسول الله ^ إلى ترك الأصنام وعبادة الرحمن فلم يصدقوه، وقال قائلهم: "لو نعلم أنك رسول الله لاتبعناك"، وقال المنافقون: /60/ {نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله} فقد عرفوا الله، وإنما هم كذبوا أن يكون النبي رسول الله، وذلك قول الله تعالى: {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله}.
كذلك عباد النيران إنما جعلوا الله نورا فعبدوا النار وأخطؤوا فأكذبهم الله.
ألا ترى أن الإنسان إنما يرسل رسوله فيما يريد إلى غيره إذا كان المرسل إليه يعرف المرسل، فإن أنكر الرسول أتاه بالعلامة والدلالة التي تقع له الصحة، ولو كان لا يعرف الرسول ولا المرسل لم يلتفت إلى ما أرسله إليه به وأنكره قبله؛ لأنه لا يعرف المرسل ولا العلامة.
فهذا قول بعض المسلمين الذين قالوا: إن رسل الله عرفوا به.
وقال آخرون: إنهم به عرفوا وبهم عرف، وهذا يوجب أنهم دعوا إليه من عرفه ومن لم يعرفه، فعرفوا بالله عند من عرف الله، وعرفوا الله عند من لم يكن به عارفا، والله أعلم.
وإن قال قائل: بماذا عرف رسول الله ^؟
Sayfa 85