فمن قال: "هو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته" /51/ فقد قال خلاف قول الله، وقد قال الله: إنهم {لا يستوون}، ثم قال: {أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون * وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون}. فقد جعل الله النار للذين فسقوا، وسمى الكافر فاسقا، وأوعد الذين كفروا النار، وجعل المنافقين في الدرك الأسفل من النار، وقد بين لأهل العقل أن الفاسق لا يكون مؤمنا، ولا يكون أحد لا مؤمنا ولا كافرا، وقد بينا فساد قول الفريقين لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، ونسأل الله الهدى لما يرضى.
مسألة: [في الشفاعة]
- وسأل فقال: ما تقول في الشفاعة يوم القيامة، أهي حق؟
قيل له: نعم، هي لمن قال الله تعالى: إن له الشفاعة، كما قال: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون}، وقال: {لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا}، فهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى لا غير ذلك.
وقد أخبر تعالى عن أهل النار حيث يقولون: {تالله إن كنا لفي ضلال مبين * إذ نسويكم برب العالمين * وما أضلنا إلا المجرمون * فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم}، أيسوا من رحمة الله.
وقد قال: {وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها} |شفاعة|، وقال: {ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به}، وقال: {ولا يقبل منها شفاعة}. والشفاعة لأهل الطاعة، ولا شفاعة لأهل المعصية.
Sayfa 72