وقال: {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة}، فقد أوجب اللعنة على الظالمين، ولم يلعن مؤمنا، فكيف يكون مؤمنا فاسقا!؟ وقد قال الله: {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون}. وقد نهى عن ولاية من ركب الكفر.
فإن قالوا: إنه مؤمن بركوبه الكبائر وله الجنة؛ لأن الجنة للمؤمنين فقد نقضوا قول الله في القرآن، وما أعد لأهل الكبائر من الوعيد والحدود؛ لأن ذلك ليس لأهل هو الإيمان، وقد قال الله: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزآؤه جهنم}، فلو قتل مؤمن /50/مؤمنا كان مؤمنا له بالإيمان الجنة، أم له بقتله النار، وقد زال عنه اسم الإيمان؟!.
فإن قالوا: هو مؤمن له الجنة فقد خالفوا كتاب الله. وإن قالوا: هو كافر له النار فقد قالوا الحق، قال الله: {النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير}، ونقضوا قولهم: هو مؤمن بإيمانه، فاسق بكبيرته، في قول الآخرين "لا مؤمن ولا كافر وله النار".
وإنما وعد الله النار الذين كفروا من أهل الكبائر، قال: {ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها [أبدا]} وقد {وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم} ولم يعدها مؤمنا، فقد بين لكل ذي لب أن النار لمن ركب الكبائر إذا لم يتب، وهو خارج من الإيمان بمعصيته.
فقد بينا ما قلنا من آيات القرآن ما يدل على ما روينا أن الفاسق كافر، وأن ما قالت المعتزلة: "إن الفاسق لا مؤمن ولا كافر"، وما قالت الحشوية والمرجئة هو من الخطإ، والحق ما أيده القرآن، وهو الدليل والبرهان.
[مسألة: في الإيمان]
فإن قال: فما الإيمان؟
Sayfa 70