قيل له: الاعتراف بحق المنعم عليه، فمن أقر لله بذنبه واعترف بنعم الله عليه كان شاكرا، ومن أنكر ذلك وجحده كان كافرا، ومن أقر بالظاهر وخادع بالعمل كان منافقا فاسقا، وقد أوعدهم الله كلهم النار /47/ إلا من تاب، وقد سماهم الله كافرين ظالمين فاسقين، وجميع ذلك في كتاب الله، وقد بيناه فيما تقدم قبله.
والكفر: هو الستر والتغطية على الحق، فمن ستر الحق وأظهر الباطل أو ترك الحق وعمل بغيره كان كافرا.
فإن قال: النفاق ما هو؟
قيل له: الخداع، فمن أقر باللسان وخادع بالعمل سمي منافقا بمخادعته الحق، واسمه مأخوذ من السرب في الأرض يكون له بابان، قال الله لنبيه: {فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى}.
والنفق: هو السرب الذي له بابان يدخل في أحدهما ويخرج من الآخر، كسرب اليربوع، وهو النافقاء.
فإن قال: فالفسق، والفاسق ما هو؟
قيل له: هو من دخل في الاسم وعمل بخلافه خرج منه بفسقه وارتكابه ما لا يحل له، كما يقال: فسقت الرطبة: إذا خرجت من قشرتها.
فإن قال: فالظلم ما هو؟
قال: هو ظلمات، وهو الكفر، وقد قال الله ما بين أن الظلم من الكفر قوله: {الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور}، جعل الإيمان نورا، والكفر ظلمة.
Sayfa 66