64

Cami

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

Türler

مسألة: [مدلول اسم الكفر]

- وسأل فقال: قد قيل: أن ليس في كتاب الله آية تدل على عذاب الموحدين، وإنما أوجب الله العذاب على الكافرين؟

قيل له: إن اسم الكفر قد جمع بين كل من عصى الله من خلقه موحدا أو غير موحد، ويدل على ذلك قوله: {إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا * إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا * إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرا}، فمن لم يكن شاكرا كان كافرا، ولا فرق في ذلك، وليس بينهما منزلة ثالثة.

وقال: {واشكروا لي ولا تكفرون}، وقال: {ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد}، فمن لم يكن شاكرا كان كافرا.

وقال: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}، و{الظالمون} و{الفاسقون} فجمع بين الظلم والفسق والكفر، وكل فاسق وظالم كافر.

وقال: {والكافرون هم الظالمون}، وقال: {إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه}، فسماه كافرا فاسقا.

فصح بما تلونا أن اسم الكفر يلحق بجميع من عمل بمعاصي الله. /46/

قال: {وهل نجازي إلا الكفور}، وقال: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به} فلا يجازى إلا الكافر.

وقال: {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون}، وهذا في الموحد بالاتفاق، عليه الحد، وقد سمى الله الكافر فاسقا.

Sayfa 64