وقال: {ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا}. وقال: {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم}. وقال: {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون}.
وقال: {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} /40/ وأمثال هذا في القرآن كثير.
وأوجب الحدود في الدنيا على السارق والزاني والقاتل؛ فالقاتل يقتل، والقاذف يجلد، والسارق يقطع، وقد بين الله ذلك أنهم يصيبهم، وقال: {ذلك بما قدمت يداك}، وقال: {ذوقوا عذاب الحريق}، و{ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون}، {ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط}.
فأوجب الموجبات، وحد الحدود، وأوعد العذاب، وبشر بالثواب لمن اجتنب الكبائر ولم يصر على الصغائر، فمن ركب الكبائر ولقي الله عليها من كل ما أوجب الله عليه حدا في الدنيا وعذابا في الآخرة ولم يتب فله ما قال الله، لا خلف لما أوجب الله.
Sayfa 55