فإن قال: فسخطه على أعدائه؟ قيل له: عقوبته وعذابه.
فإن قال: فقبحهم؟ قال: يشوه خلقهم.
فإن قال: فلعنة الله على الكافرين؟
قيل له: إبعادهم من رحمته، والملعون: هو المطرود المبعد من الخير، والمقبوح: هو المشوه بخلقه.
2- باب: [في الوعد الوعيد]
مسألة: في الوعيد
- وسأل عن: الوعد والوعيد، ما هو؟
قيل له: الوعد: ما وعد الله أهل طاعته من الثواب في الآخرة فهو حق، وما أوعد أهل الكبائر المصرين على معصيته من عذابه؛ فالوعد ثواب، والوعيد عقاب، وقد قال الله: {ومن أصدق من الله قيلا}.
فكل ما قال الله حق، والإيمان بالوعد والوعيد واجب، وهما ثابتان على من استوجب في علم الله سخطه بمعصيته، ومن استحق الثواب على طاعته، والإيمان والتصديق بالبعث والعقاب والثواب واجب، /37/ قال الله: {وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذابا أليما}، وقال: {إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون * أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون}، والإيمان بالآخرة واجب، والإيمان بالوعد والوعيد واجب كذلك.
قال الله تعالى: {ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين}، وقال: {ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين}، فقد ثبت بما تلونا من كتاب الله أن ما وعد حق، وحق ما أوعد، لا خلاف لوعده تعالى ربنا.
Sayfa 50