Cami
جامع أبي الحسن البسيوي جديد
من ركب ما حرم الله عليه ورسوله ^ كفر، وهو أكثر من هذا، وما كان مثله مما حرمه الله أو أمر الله به أو نهى عنه فركب المنهي عنه، أو ترك المأمور به كفر، كل هذا بعد العلم، وذلك بعد وجوبه عليه ولزومه له في أوقاته؛ لأن الله أحل أشياء وحرم أشياء، وأمر بالإيمان بأشياء، ووعد على العمل بذلك الثواب، وعلى ترك ذلك العقاب؛ فمن لم يعمل بما أمر الله، وركب ما نهى عنه ولم يؤمن كان عليه العقاب والسخط من الله والعذاب، والله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا، ولم يلعن مؤمنا، وقال: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون * أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون * وأما الذين فسقوا فمأواهم النار}، وقال: {وهل نجازي إلا الكفور}، وقال: {إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا * إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرا}.
فقد بين الله ذلك في كتابه على لسان نبيه محمد ^ لأمته، ولم يتركهم في عمى، وقال: {لا يصلاها إلا الأشقى * الذي كذب وتولى}، وقال: {وقد خاب من حمل ظلما}.
مسألة: [في الالتزام بتعريفات القرآن]
- وسأل عن الأمر الذي إذا أصلحته الأمة كان على الله تمام دينها وهو الأصل، وسائر الدين فرع؟
قال: هو ألا يسمى أهل ملة إلا بما سمى الكتاب، ولا يعاقبوا إلا بما عاقب الكتاب، ولا يستحلوا إلا ما أحل الكتاب، ولا ينكحوا فرجا إلا ما أحله الكتاب، ولا يستحلوا دما إلا ما أحله الكتاب.
فإن قال: فكيف ذلك؟
Sayfa 234