224

Cami

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

Türler

وقال: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه}، فلما قال ذلك دل أن على الناس سؤال من أوتي الكتاب، وهم أهل الذكر، وعلى الناس سؤالهم فيما تعبدهم الله به، ويسألون أهل الذكر، وعلى أهل الذكر أن يخبروهم بما يحل لهم وما يحرم عليهم، وعلى العوام ألا يقفوا ما ليس لهم به علم؛ فيقعوا في المحرم حتى يسألوا عن /162/ ذلك، فقد بينا ما يسع جهله ما لم يركب، ولا يسع ركوبه على الجهل ولا العلم، وما يسع جهله ما لم يحضر وقته، وما لا يسع إذا حضر وقت العمل به، وما لا يسع جهله ولا ركوبه، فتبين ذلك وتدبره إن شاء الله.

مسألة: [في ما لا يجوز فيه الشك]

- وسأل عن: الذي لا يجوز الشك فيه؟

قيل له: هو أن ينتهك المحارم على الاستحلال من أهلها لها، ودينونة فيها بها، فذلك الذي لا يعذر الله العباد بجهله ولا ركوبه ولا ولاية أهله عليه، إذا علم أن الراكب لذلك مستحل له دائن به لم يسع أحدا أن يشك في هلاكه.

فإن هو شك فيه أو تولاه على استحلاله لم يعذر بالشك في ذلك؛ لأن المستحل لما حرم الله قد ركب ما حرمه الله عليه، ثم ادعى أن الله أحل له ذلك، فازداد كفرا إلى كفره في ادعائه على الله واستحلاله ما لا يحل له؛ لأن الله قد حرم المحارم وبينها في كتابه وعلى لسان رسوله، وحد الحدود وأوجبها على أهلها، وحرم الخبائث كلها في كتابه، كما قال: {ويحرم عليهم الخبآئث}.

وقد حرمها رسول الله ^، وحرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وحرم الإثم والبغي بغير الحق، وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا، وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون.

Sayfa 224