218

Cami

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

Türler

وقال في المماليك: {عبدا مملوكا لا يقدر على شيء}، {وهو كل على مولاه}، وأوصى النبي ^ بالإحسان إليه.

وقال الله تعالى: {يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين}، فساوى بينهم في المحيا والممات، وقال: {قوا أنفسكم وأهليكم نارا}. وقد وصى بذلك ويجب اتباعه. وإنما قلنا: يسع جهله لمن لا يبتلى به، أو تقوم به الحجة عليه.

وكذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يسع جهل معرفة ذلك إذا أقر بالجملة ما لم يترك معروفا أو يركب منكرا. وإنما قلنا: يسعه ما لم يلزمه ذلك أو يقع فيه، فإذا لزمه أمر بمعروف أو نهي عن منكر لم يعذر بترك ذلك بجهل ولا علم.

وكذلك إن ركب منكرا، أو ترك الإنكار على ما يوجب عليه من الفعل والقول والقلب، فترك ذلك بعد لزومه له لم يعذر بذلك.

وقد أوجب الله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر}، فجعلهم على ذلك خير أمة، وقال: {الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين}، فأوجب ذلك في الكتاب والسنة، وإنما قلنا: يسع ما لم يلزمه ذلك في حال يجب.

Sayfa 218