166

Cami

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

Türler

قيل له: فهل تنفعه صحة جسم إذا لم يحدث هو لنفسه طاعة ينجو بها؛ لأنه عندهم لا يقدر أن يخلق إيمانه ولا طاعة، ولا يقدر الله في قياس قولهم أن ينفعهم في أمر آخرتهم، وهذا خلاف لقول المسلمين؛ لأن الله يقدر [أن] ينفع في أمر الدين والدنيا، والله تعالى ينفعنا في أمر ديننا ويخلق إيماننا وطاعتنا، ومن خالفنا يزعم أن الله لا ينفع أحدا في أمر دينه بشيء.

فإن قال: فإن الله أمره بالطاعة ودله عليها فقد نفعه الله في أمر دينه، إذ هو أمره بالطاعة ودله عليها.

قيل له: أرأيت إذا أمره الله فلم يحدث لنفسه قبول ما أمره به، هل ينفعه؟ ذلك أن المنفعة في قياسكم من قبل أنفسكم، وقد قال الله خلافا لقولكم: {إن الله على كل شيء قدير}، فهو على كل /120/ شيء من الأشياء قدير، لا يعجزه شيء.

ويقال لمن خالف: أرأيتم قول المسلمين: "ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن"، أهو صواب أم خطأ؟

فإن زعموا أنه صواب، قيل لهم: فهل يكون يلزم ما شاء الله.

فإن قالوا: نعم، لزمهم أن الله قد شاء الكفر؛ لأنه كان.

وإن زعم أنه لم يشأ الكفر فقد زعم أنه لم يشأ ما كان، وهذا خلاف لقول المسلمين.

وإن زعم أن ذلك خطأ فكفى بهذا حجة عليهم، ونقضا لقولهم، وبالله التوفيق، وعليه نتوكل.

ويقال لهم: أرأيتم قوله: {يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء} دليل على أنه هو يشاء المغفرة والعذاب.

فإن قالوا: نعم.

قيل لهم: فلم لا تقولون: إن قوله: {يضل من يشاء ويهدي من يشاء} دليل على أنه يشاء الهدى والضلالة، كما قد قال: {وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا} يدل على أنه هو شاء الهدى والضلالة.

Sayfa 166