164

Cami

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

Türler

فإذا بلغ /118/ الصبي وحدث له حال يوجب العمل لزمه العمل بقدرة محدثة هي مع فعله، ولو كانت قديمة كانت قبل بلوغه، كذلك المجنون إنما لزمه العمل حين إفاقته بقدرة محدثة مع إفاقته، ولو كانت قبل ذلك لكان العمل يلزمه في حال جنونه، فلما لم يجز ذلك دل الدليل أن العمل يقع باستطاعة محدثة مع الفعل للفعل بتوفيق الله، وليس ذلك مما يوجب لك علينا أن الله كلف العباد ما لا يطيقون، ولا أنه سألهم ما لا يجدون، ولا أنه أمرهم بما لا يقدرون، ولكن كلفهم من الأمر ما يقدرون عليه باستطاعة محدثة، وحركة واقعة، وتوفيق من الله في حال ما عملوا.

وكذلك قد كلف الله الكفار العمل بالإيمان، ولم يهب لهم استطاعة التوفيق، لقوله: {ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون}، وقوله: {وكانوا لا يستطيعون سمعا}.

فقد كررنا في أمر الاستطاعة ومعانيها بما نرجو توفيق الله له والرشاد منه فيه، ولا قوة لنا إلا به في ذلك وفي غيره، له الحمد وبيده الخير وهو على كل شيء قدير.

12- باب

مسألة: في خلق الأفعال

يقال لهم: أرأيتم الذهب والفضة والثياب ونحو هذه الأشياء مما ليس في كتاب الله فيه خبر نص أن ذلك مخلوق، ما دليلكم على أن ذلك مخلوق؟

فإن قال: لأنهم أجمعوا على أن ذلك مخلوق؟

فيقال لهم: أرأيتم اجتماعهم، هل كانت الألفة موجودة فيه؟

فإن قالوا: لا، لأن ذلك محدث.

قيل لهم: وكذلك الفعل محدث.

فإن قال: لأن الشيء مبني.

قيل له: وكذلك فعلنا مبني، ولا نجد علة إلا وفي الفعل مثلها، فثبت أن الفعل مخلوق.

ويقال لهم: أرأيتم رجلا زعم أن الله محدود ومحدث وضعيف، أليس يلزمه أنه مخلوق؛ لأنه قد وصفه بصفة الخلق.

فإذا قال: بلى.

قيل له: فكذلك إن زعم أن الفعل محدث محدود ضعيف، فقد ثبت أنه محدود مخلوق.

Sayfa 164