149

Cami

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

Türler

قيل له: لم نقل إن كسبنا خلق لنا فيلزمنا أن نكون له خالقين، وإنما قلنا: إنه خلق لغيرنا، فكيف يلزمنا إذا كان خلقا لغيرنا أن يكون له خالقا ونكون له خالقين، ولو كان كسبي إذا كان خلقا لله كنت له خالقا لكانت حركة المتحرك عند الاضطرار إذا كانت خلقا لله كان بها متحركا، فلما لم يجز ذلك؛ لأنه خلقها حركة لغيره لم يلزمنا ما قالوا، فصح أن كسبنا خلق لغيرنا.

فإن قال: فخلق الله جور العباد؟

قيل له: خلقه جورا لهم لا له.

فإن قال: فما أنكرتم أن يكون جائرا؟

قيل لهم: لم يكن الجائر جائرا؛ لأنه خلق الجور جورا لغيره.

وأيضا: فلو لزم ما قالوا للزم ما فعل إرادة وشهوة وحركة لغيره لا له، لوجب أن يكون مشتهيا متحركا، فلما لم يجز هذا لم يجز ما قالوه.

فإن قالوا: فقد خلق الله حركة لا يكسبها أحد ولا يكون متحركا؟

قيل له: وكذلك لو خلق الله جورا /107/ لا يكسبه أحد لم يكن جائرا، وكان من يكسبه جورا له به جائرا.

فإن قال: فلم لا يقول بقول غيره كما خلق جور غيره؟

قيل له: لم نقل يجور بجور غيره، فيلزمنا أن يكون بقوله قائلا، وإنما قلنا: إنه يخلق قولا لغيره فيكون الغير به قائلا.

وأيضا: فقد دللنا على أن كلام البارئ - عز وجل - من صفات ذاته في صدر الكتاب، فاستحال أن يكون بقول غيره قائلا، إذا كان العلم من صفات ذاته، ولو جاز ذلك أن يكون بقول غيره قائلا لجاز أن يكون بعلم غيره عالما، أو يكون عالما بعلم محدث، فقد بينا في خلق الأفعال والإرادة ما وفق الله تعالى.

10- باب:

مسألة: في الاستطاعة

- وسأل عن: الاستطاعة ما هي؟

قيل له: الاستطاعة لفظة تسمى بها أشياء كثيرة، وهي اسم لمعان؛ فالصحة والغنى ونحو ذلك تسمى استطاعة.

Sayfa 149