139

Cami

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

Türler

و[قضاء] الإعلام: {لتفسدن في الأرض}، كتب عليهم لتفسدن في الأرض، وقد قضى المعصية قضاء الكتاب، وقد يخرج معنى ذلك أنه قضاء الكفر والشرك.

قضاء الخلق: أنه جعل ذلك منهم قبيحا فاسدا بقضاء الله، كقوله: {فقضاهن سبع سماوات}، وقوله: {فلما قضينا عليه الموت}، فالموت بقضاء الله، والخلق كلهم بقضاء الله، وقد بينا ذلك فيما تقدم.

وقد يكون ذلك قضاء علم، كما يقال: "هذا في علم الله".

والعباد ||كلهم|| لا يخرجون من علم الله، فقد انقطعت حجة الخصم فيما بينا من كتاب ربنا في القضاء، فإما أن يكون قضى بذلك أمرا، أو قضاء وصية، أو رضي به فلا؛ لأن أمره بالطاعة ورضاه ثواب.

- فإن قال: إن الله لا يحب عمل المفسدين؟

قيل له: نعم؛ لأن محبته /99/ ثوابه فلا يثيبهم على ذلك.

- فإن قال: إن الله لا يعمل عمل المفسدين؟

قيل له: نعم، إن الله تعالى لا يشبه بخلقه، وقد قلنا: إنه خلق ذلك قبيحا، وذلك عمل المفسدين باكتساب، ولم يقل الله في كتابه: إنه يعمل عمل المفسدين، وإنما يخبر أنه هو الخالق والجاعل، لا كعمل المفسدين؛ لأنه ليس بمأمور ولا منهي، ولا مكتسب لشيء، فيكون كما وصف هذا إنما وصف عباده بالعمل، فقال: {من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها}، يدلك على ما وصف خلقه بما اكتسبوا فقال: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله}.

- فإن احتج أنه قد قال: {مما عملت أيدينا}.

قيل له: إنما قال: {خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما}. والأيادي: هي نعمة، والخلق أنه قد خلق لهم أنعاما، ولا يشبه الله بخلقه، تعالى الله عن صفة العباد.

- وأما قوله: فلا يلعن أحباءه؟ فنعم؛ هو ذلك، لم يلعن الله مؤمنا، وقد لعن الكافرين.

Sayfa 139