121

Cami

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

Türler

قيل له: لنهي الله عنه وعن فعله فصار فعله كفرا، والفاعل له كافر.

فإن قال: لم صار قبيحا؟

قيل له: لأن الله سخطه ولم يقبله، ونهى عنه، ولم يأمر به، فصار الفاعل له مرتكبا لما نهاه الله عنه، كافرا لنعمة الله عليه.

فإن قال: لم عاقب الكافر؟

قيل له: لأنه عصى الآمر له، وركب ما نهاه عنه من فعل ما حرم عليه فعله من القبيح.

فإن قال: لم صار الإيمان حسنا؟

قيل له: لطاعة الآمر له، وهو في اللغة: التصديق بما أمر الله من الطاعة.

فإن قال: لم صار من صدق به مؤمنا؟

قيل له: لأنه صدق بما أمر الله به وعمل، فصار مؤمنا آمنا من العقوبة.

فإن قال: لم صار حسنا؟

قيل له: لأنه تصديق واعتراف بحق المنعم، واتباع ما أمره.

فإن قال: فما الدليل على خلق الإيمان والكفر؟

قيل له: الدليل على ذلك قول الله: {الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور}، وقال -أيضا-: {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور} من الكفر إلى الإيمان، {والذين كفروا أوليآؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}، ولو لم يكن الكفر ظلمات لم يخلدوا في النار.

فذلك يدلك أنهما مخلوقان، وهما الكفر والإيمان، وهما مما تلونا نور وظلمات، والله خالق ذلك كما قال.

فإن قال: فجبرهم على ذلك؟! /86/

قيل له: لا، بل فعلوه باختيارهم.

فإن قال: فكيف خلقه ولم يجبرهم عليه.

قيل له: خلقه كسبا لهم لا له، وخلقه لا يشبه بما كسبوه؛ لأنه لا يشبه بهم، وقد أخبر أنه خالق ذلك، ونحن لما قال تبع.

فإن قال: فالكفر هو الكافر؟!

Sayfa 121