117

Cami

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

Türler

قيل له: لا، بل سولت لهم أنفسهم، وزين لهم الشيطان أعمالهم حتى كان منهم ما أراد الله وشاء وعلم، وذلك قوله: {ولكن الله يفعل ما يريد}، وقال: {ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد}، وقال: {من يشإ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم}، وقال: {إن الله بكل شيء عليم} فهو العليم المريد لما يشاء، وقوله: {...لو يشاء الله لهدى الناس جميعا}، {ولو شاء لهداكم أجمعين} فهذا يدل على أنه لم يشأ ذلك من جميعهم.

فإن قال: فقول الله |تعالى|: {سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء}.

قيل له: إنما قالوا ذلك على وجه الاستهزاء غير تحقيق من قولهم ولا تصديق منهم بذلك، وإنما هو على ما قيل على وجه الاستهزاء فأكذبهم الله فقال: {كذب الذين من قبلهم}.

وقد قالوا: و{لو شاء الله ما أشركنا} يدل على أنه شاء شركهم معصية، فكل مشيئة خالفت مشيئة الله وعلمه ضائعة.

فاعلم أن مشيئة العبد وإرادته غير مشيئة الله وإرادته؛ لأن العبد غير إرادته، والمراد غير المريد، وقد يريد العبد ثم يبدو له ألا يريد، ويريد أن يفعل فلا يبلغ ما يريد. فالله تعالى إنما يفعل ما يريد على علمه لما علم أنه كائن، ولا يجوز على الله البدوان، ولا علمه محدث، وهو لم يزل عالما بما يكون وبما لا يكون، فكل ما كان من علم الله ومشيئته في خلقه، ومشيئته وما أراد فيهم فيما قد /83/ سبق في علمه، فهو على ما وصفنا، ونسأل الله الهداية للصواب.

مسألة أخرى في الإرادة أنها من صفات الذات

- وسأل عن: قول الله: {إن الله يفعل ما يريد} هو صفة ذات أم صفة فعل؟

Sayfa 117