وقد قال: {وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين}، ففي هذا تثبيت لمشيئته وإرادته، وإبطال قول من قال: إن العباد يفعلون خلاف ما شاء الله وأراد، ولو جاز قولهم لكانوا قد فعلوا خلافا لما علم الله -تعالى عن ذلك-، وهذا كثير في القرآن مما يطول ذكره مما يدحض حجة المبطلين لما أراد، وأن المشيئة لله وحده.
مسألة: [في معنى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}]
- وسأل فقال: إذا كان مما وصفت، /78/ فأين معنى قوله: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، هذا يدل أنما خلقهم لعبادته؟
قيل له: إن الله صادق فيما قال، وهذا قد تأوله من قد تأوله، وقال: إن قوله: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}: ما أمرتهم إلا بذلك.
Sayfa 110