جامع البسيوي ج1
[ مقدمة المؤلف]
بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، رب يسر يا كريم.
الحمد لله الأول قبل كل شيء، والآخر بعد كل شيء، بيده الخير وهو على كل شيء قدير. وأشهد أن لا إله إلا الله، شهادة من وحده بإتقان، وعمل له بالحق ودان. وأشهد أن محمدا ^ عبده ورسوله أرسله بالحق داعيا، وعن الباطل ناهيا، فقام فصدع بأمر الله، وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين من عنده، فصلى الله عليه وسلم.
سألت أن أوجدك الدليل الهادي إلى السبيل، الذي من تبعه نجا، ومن خالفه ضل وغوى، وذلك ما لا يبلغه أحد إلا بتوفيق الله، ولا يناله إلا بهداية الله.
وقد نظرت فيما ذكرت فلم أر دليلا ولا هاديا أوضح من كتاب الله المنزل، وسنة نبيه المرسل ^، فإنه السبيل الواضح لمن سلكه، والضلالة عند من تركه.
قال الله لنبيه ^: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}، وقال: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}، وقال: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه}، والصراط المستقيم: هو الحق، والطريق الواضح.
وقال: {ولا تتبعوا السبل}، والسبل: هي الأهواء الضالة.
وقال: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}، فالقرآن هو الدليل الهادي إلى الطريق المستقيم، وهو الحق الذي لا يضل من سلكه، ولا يهدى من تركه، فما أمرك به فاتبع، وما نهاك عنه فارتدع، وما التوفيق إلا بالله.
[مسألة: في نعم الله تعالى على خلقه]
وذكرت: في نعم الله على خلقه؟ فهي ما لا يحصى عددها:
Sayfa 1